الأحد، 25 ديسمبر 2011

مجتمعنا يتجه لتأصيل التخلف بأحترافية والسبب :


جِنّي على الهواءِ مباشرةً!



لم يعد من مجال للشك أنّ الخرافة والدجل قد احتلا موقعاً خاصاً في ثقافتنا المجتمعية في هذا الوقت ؛ حيث احتل الرقاة والمشعوذون والدجالون فضاء واسعاً ، لم يعد مقصورا على الأرض بل انتقل إلى القنوات الفضائية التي أصبحت سلاحاً ذا حدين، فإلى جانب ما تنقله من ثقافة وما تشيعه من برامج جادة، احتل المشعوذون مساحة كبرى في خريطة برامجها لنشر دجلهم على المشاهدين، ترسيخاً لثقافة الجهل التي تمكنهم من حصد أموال طائلة من أولئك السذج واليائسين الذين شكلوا لها جمهورا لا يستهان بعدده.
وصلني بالبريد رابط أحد برامج تفسير الأحلام على إحدى القنوات، وكانت المتصلة إحدى السيدات السعوديات (نلحظ أن النساء يشكلن الغالبية العظمى لتلك البرامج) تشكو من الإصابة بالعين وتنتابها حالات من الخوف الشديد والوسوسة والبرودة في الجسم ، وعدم استطاعتها قراءة القرآن ، وإنها عندما سمعت صوت الشيخ ، أحست بضيق وإغماء . فلما طلب الشيخ منها قراءة سورة الفاتحة تلفظت عليه بألفاظ سيئة ، فأخذ الشيخ يتلو بعض الآيات، لكن الجني الذي يتلبسها حسب زعم الشيخ هدده بقتل المرأة ، وقتله وقتل أبنائه! وكان هذا كله على الهواء مباشرة ، ثم أخذت المتصلة تتقيأ ما يشير إلى خروج الجنّي منها (نهاية سعيدة على طريقة الأفلام المصرية)! والقصة نفسها تكررت في قناة أخر ى ، مع دجال آخر بتفاصيل مشابهة ، لكن المتصلة كانت مصرية تقيم في دولة الإمارات ! ما يؤكد أن النساء هن أكثر ضحايا أولئك الدجالين ، أو مشاركات له في الدجل على الهواء ، الأمر الذي يدخِل الصناعة الإعلامية طورا جديدا لم تعهده من قبل .
لقد بات من السهولة نسبة أي مرض يعانيه الإنسان إلى التلبس والسحر والعين ، ما شكّل انتشارا ماديا ومعنويا للمشعوذين الذين لم يبقوا بابا إلا وطرقوه ترويجا لبضاعتهم ، وكان الفضاء آخرها ، ليكون إخراج الجني حياً على الهواء أمام ملايين المشاهدين الذين يشكل البسطاء والسذج نسبة لا يستهان بها منهم .
إنه بشيء من التأمل يتبين - حسب أحد الأطباء النفسيين - أن كل ما نراه ونسمعه بهذا الشأن ليس أكثر من خلط شائع بين ادعاءات المس، وأمراض عصبية ونفسية أثبت العلم وجودها!(ويسبب المرض النفسي اضطراباً في التفكير والإدراك والسلوك والعواطف ، وعندما يكون شديداً فإنه يحدّ من قدرة المريض على مواجهة متطلبات حياته ؛ المهنية والأسرية والاجتماعية ، وحتى متطلباته الشخصية من العناية بجسمه ومظهره وإطعام نفسه أو حمايتها من الأخطار. وفي أخطر الحالات قد يفقد المريض بصيرته ، ويفقد تماماً الاتصال بالواقع ، وإدراك الخطأ من الصواب نسبة للاضطراب الشديد في ملكاته العقلية، أي يصل إلى مرحلة فقدان العقل)! إضافة إلى بعض الأمراض العضوية (التي تصيب الدماغ البشري بالعطب)، يخلط الناس مثلا بين الصرع وإمكانية دخول الجان في جسد الانسان، فالصرع خلل كهربائي مؤقت يصيب الجهاز العصبي ، أو إحدى مناطق الدماغ فتبدو على المصاب علامات التشنج والتصرف بطريقة لا إرادية غريبة ، وبسبب جهل الناس بأسبابه في الماضي، وانتشاره الواسع في الحاضر (كونه يصيب قرابة 5% من سكان العالم)، سادت اعتقادات مشتركة بأنه نتيجة تلبس شيطاني أو عمل سحري !
ويرى الدكتور الأمين إسماعيل بخاري أن الوصمة المدموغ بها المرض النفسي تعود إلى الاعتقاد السائد لدى عامة الناس ، ونسبة غالبة من علماء الدين الإسلامي بأن المريض النفسي يسكنه شيطان، أو يقع تحت تأثير السحر أو العين أو الحسد. وقد روجت وسائل الإعلام.. لهذا الاعتقاد بإفساحها المجال لمن يؤمنون بهذا الاعتقاد لإبداء آرائهم بقوة مدعمين هذه الآراء بآيات قرآنية وأحاديث نبوية... وهنالك عدد ليس بالقليل من علماء المسلمين لا يؤيدون هذا الاعتقاد وهو دخول الجن بدن المريض ، إلا أنهم يُحجمون عن إبداء آرائهم خوفاً من نعتهم بالكفر أو الزندقة.
تتعرض المريضات النفسيات إلى ضرب مبرّح من الرقاة الشرعيين بحجة إخراج الجن منهن ، وفي مشروعية العلاج بالضرب الذي يفضي في كثير من حالاته إلى الإعاقة أو الموت يحتجون بقول ابن تيمية : (ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضرباً كثيرا جدا ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحسّ به المصروع ، يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر في بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل ، بحيث لو كان على الإنسي لقتله ، وإنما هو على الجني والجني يصيح ويصرخ ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة). مجموع الفتاوى - 19 / 60
ونسبة لهذا الاعتقاد السائد فإن هنالك أعداداً كبيرة من المرضى النفسيين يقصدون الشيوخ الذين اشتهروا بعلاج التلبس وإزالة أثر السحر والعين والحسد ، ويدفعون أموالاً طائلة توقعاً للشفاء بأساليب متنوعة اشتهر بها هؤلاء المعالجون الذين ليس لديهم وسائل تشخيص محددة، بل يؤكدون لكل مريض يقصدهم بأن ما يعانيه من فعل السحر أو العين أو الحسد أو الشيطان. وأغلبية المرضى الذين يراجعون الأطباء النفسيين يذكرون أنهم تعالجوا لفترة عند هؤلاء الشيوخ وآثروا في النهاية مراجعة الطبيب النفسي بعد أن ساءت صحتهم .
إخراج الجني عند المشايخ الملتزمين بالدين يكون بأساليب مختلفة كالدعاء والذكر وقراءة المعوذتين وآية الكرسي، وهذه الأساليب يُعتقد أنها تؤثر سلباً في الجني أو الشيطان ، وتؤدي إلى طرده من جسم المريض. بعض المعالجين يلجأون إلى سبّ الجني ولعنه وأمره بالخروج ، فإن لم يأتمر كان نصيبه الضرب بالعصي غالبا تحت الأرجل حتى يصيح ويصرخ. ويزعم الرقاة أن المصروع لا يحس بالألم بل الجني هو المتألم ، الذي غالبا ما يترك المصروع قهراً ، ولكنه قد يعود مرة أخرى ويتطلب ذلك مراجعة المعالج مرة أخرى! لكن الأمر ليس كما يزعمون ، فالمريض يتألم ويبكي طالبا الرحمة ، لكن الراقي لا يبالي ؛ لأنه يعتقد أن الذي يعاني ويصرخ هو الجني ، فيستمر في الضرب إلى أن يغمى على المريض أحيانا ، أو يسعفه ذكاؤه فيستجيب لما يطلبه منه الراقي ، وكم من مريض مات نتيجة الضرب أو التجويع أو التعرض لعوامل طبيعية ضارة بالصحة !.
المعروف طبياً أن بعض المرضى عندما يكونون في حالة غيابٍ، أو تغييرٍ في الوعي نتيجة لنوبة (اضطراب تفككي أو تلبسي) ، قد لا يستجيبون للمؤثرات الخارجية مثل الشعور بالألم ، فيُعتقد عندها خطأ أن عدم استجابتهم تعني أن الجني هو الذي يحس بالألم ، وليس المريض الذي لا يبدي أيّ تأثر واضح بما يحدث له في تلك اللحظة ، ولكن قد يلاحظ أثر الأذى عندما يستعيد وعيه كاملاً.
ويبدو أن ظاهرة تلبس الجن أو فرط الانشغال بالجن أو ما يسمى " ثقافة الجن" لها صلة بالظروف السياسية والاجتماعية والدينية، حيث تساهم حالة القهر النفسي والاجتماعي والسياسي في خلق الإحساس بالعجز، فلا يستطيع الشخص التعبير عما بداخله في الأحوال العادية ، فيلجأ الجهاز النفسي إلى حالات الهستيريا الانشقاقية (ينشق جزء أو مستوى من الوعي فيتكلم بصوت مختلف، أو يأتي أفعالاً غريبة على سياق شخصيته العادية) ، لكي يقول ويفعل ما يريد ، أو إلى الهستيريا التحولية (تتحول المعاناة النفسية إلى أعراض جسمانية عصبية) حيث يدخل في حالة إغماء أو تشنج هستيري وذلك للهرب من ضغوط لا يقوى على احتمالها .
إضافة إلى أن ظروف المجتمع لا تسمح بنضج الكثير من الناس، بل ربما تشجع الخوف والخضوع والتعامل كأطفال أمام كل رموز السلطة من آباء وأزواج ومعلمين ورؤساء ورجال دين ، وحين تتعرض هذه الشخصيات الهشة غير الناضجة لأي ضغوط ، تلجأ إلى الأعراض الهستيرية الانشقاقية أو التحولية تحتمي بها وتجذب بها الانتباه ، وتستجدي من خلالها العطف والاهتمام، ودائما تعزو كل شيء لعوامل خارجية لا سلطان لها عليها، وبالتالي فهي ليست مسؤولة عن أي شيء، وإذا كان ثمة علاج فهو يوجّه إلى القوى الغيبية المسيطرة دون تدخل من المريض في أي شيء. وهذا يسمى في علم النفس "وجهة الضبط الخارجية " حيث يربط الإنسان ما يحدث له بالحظ أو بالصدفة ، أو بتأثير أشخاص آخرين ولا يرى نفسه مسؤولا عن شيء أو قادرا على تغيير شيء في محيط حياته، وهو بالتالي ينتظر الحل من خارجه سواء من الظروف أو من الناس ، لهذا تمثل قوى الجن (رمزياً) في العقل الباطن الشخصي ، وفي الوعي الجمعي كلّ قوى القهر والتسلط والإذلال الخارجية والداخلية ، فهي ليست بعيدة عن أجواء التحكم والاستبداد بالرأي على كل المستويات الداخلية، إذ يشعر الشخص والمجتمع بالعجز عن المواجهة، ولكي يعفي نفسه من هذا الموقف المهين ، ينسب كل هذه المعاني إلى قوى خفية ، يعتقد اعتقاداً جازماً أنها توجه حياته وتؤثر فيها، وأنه لا حول له ولا قوة تجاهها..
والسؤال الذي يطرح هنا هو : ماعلاقة المرض النفسي والصرع على وجه التحديد بالجنّ ؟ يجيب عن هذا أحد المختصين الشرعيين بقوله: (لقد حاول ابن القيم - تلميذ ابن تيمية - أن يكون أكثر تخصصاً في هذه المسألة حتى لا يعزوها كلها إلى الشياطين، فقال في كتابه "الطب النبوي" صفحة 66: "الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة " والثاني هو الذي يتكلم الأطباء في سببه وعلاجه ، ولكن ابن القيم لم يذكر كيفية التفريق بين نوعيْ الصرع، وربما له العذر في ذلك فقد كان لرأي ابن تيمية عن تلبس الجني للإنسي وصرعه قبول واسع، كما أنه لم توجد في عصره أي وسائل تشخيصية تبين ما وراء الصرع من أسباب بيولوجية أو نفسية، ولكن يكفيه فضلاً أنه استطاع أن يخفف من أثر تعميم رأي ابن تيمية حيال الصرع، وأن يقول إن ثمة نوعين مختلفين منه يصيبان الإنسان)!
يرد على هذا الرأي الدكتور جمال أبو حسان (أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية بالأردن) بقوله : إنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية، فهو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابها لكثرة شيوعها بين الناس فصدقها، كما أن ابن تيمية ليس معصوماً، فالعصمة لم يجعلها الله تعالى إلا للأنبياء، وقد تحولت هذه القضية في زمانه من موروثات شعبية إلى قضية دينية، وصار الناس يحاكم بعضهم بعضاً بناءً عليها!
***************************
جامعاتنا

شغّل واسطتك..!



ربما لكل واحد منا معاملة ضائعة في جامعاتنا. كنت أعتقد أن أختي وقريبتي وصديقي هم فقط من اختفت معاملاتهم وخطاباتهم في أروقة الجامعات. لكن يبدو أنها معاناة كل منزل. بسمة السناري، المعيدة في جامعة الملك عبدالعزيز، أثبتت ذلك عبر تقريرعرضته قناة (روتانا خليجية) في 3 ديسمبر 2011. تحدثت بسمة في التقرير عن معاملة ضائعة وإهمال تسبب في انهيارها عصبياً وإصابتها بالرعاش. البسمة التي انطفأت، حاصلة على الماجستير بامتياز، لكن هذا لم يشفع لها لمواصلة دراستها. بعثت خطابات إلى إدارة الجامعة تشرح رغبتها في استكمال دراستها داخل وطنها؛ كونها غير متزوجة، وتعول أمها الضريرة، ووالدها المسن، ولا تستطيع الابتعاث خارجا. لكن خطاباتها لم تصل. صرحت في الصحف بمعاناتها، بيد أنها لم تثر نقعاً ولا صليلاً. انهارت أعصابها وأحلامها. نبتت لها رجل ثالثة من الأحزان. عصا تساعد أغصانها المرتعشة على الانتقال من غرفة إلى أخرى في منزلها الصغير بعد أن كانت قبل أيام قليلة تطارد طموحاتها بساقين تتحدى الريح.
إن ما حدث لبسمة حدث لمئات غيرها. صادقت جامعاتنا على مصرع العديد من الأحلام. أصبحت مقبرة للكثير من الأمنيات. طلاب وطالبات متفوقون حرموا من متابعة دراستهم والحصول على أبسط حقوقهم بسبب أخطاء إدارية ومحسوبيات. قريبتي مثلا، طلب منها أستاذها الذي كان يرأس القسم الذي تدرس فيه، أن تتقدم بملفها كمعيدة، منذ أن كانت طالبة في سنتها الثالثة بالجامعة. قال لها: "أنتِ زميلتنا المقبلة. القسم بحاجة إليكِ". فور أن تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف تقدمت بملفها، لكن لم يجب عليها أحد. بعد عدة أسابيع اتصل عليها رئيس القسم وسألها عن سبب عدم تقديمها ملفها حتى الآن. أجابت بأنها فعلت، بحث عنه ولم يجده. طلب منها أن تقدمه مرة أخرى، ففعلت ذلك. اتصل عليها مجددا وأودع في أذنها نفس السؤال" أين الملف؟". لم يقلع أستاذها عن الأسئلة، ولم تتوقف هي عن تقديم الملف حتى حصل عليه بنفسه من والدها. صارت قريبتي مُحاضِرة اليوم في الجامعة. لكن بقي السؤال المزمن: من أخفى ملفاتها؟ أيوجد (مثلث برمودا) في جامعاتنا؟ أين تذهب معاملاتنا وأحلامنا إذاً؟ مِن مصلحة مَن أن تهدر هذه الملفات والمعاملات والأحلام؟ 
ثمة مواهب عظيمة يئست واستسلمت، خسرت وخسرناها. لم تجد من يؤمن بموهبتها ويحارب في سبيلها، رغم أني لا أجد مبررا لحروب في سبيل وظائف في الجامعة. ففي الجامعة بالذات يجب أن يحصل على الوظيفة من يستحقها دون معارك. المحاضر الخطأ سيتخرج على يديه الطالب الخطأ. 
صديق عرفته في بريطانيا، حدثني عن معاناته قبل الإعادة. أخبرني أنه تقدم للإعادة في الجامعة، لكنه لم يُقبل، رغم أن تقديره ممتاز، وفوجئ لاحقا بأن زميله قُبل في نفس التخصص رغم أن معدله أقل منه. زار مكتب مدير الجامعة شاكيا لكنه عاد بخفي حنين. عندما أخبر قريبه عن معاناته وحلمه رد عليه ببساطة قائلا: "شغّل واسطتك إذا كنت ترغب في هذه الوظيفة"، أي ابحث عن واسطة. (شغّل) صاحبنا واسطته، واليوم هو مبتعث من الجامعة، التي كان يبتغيها؛ لدراسة الدكتوراه في المملكة المتحدة. لكن هل (الواسطة) تبني مجتمعا معرفيا أم تقضي عليه؟
من المؤسف أن تجد بعض مسؤولي جامعاتنا لديهم ثلاثة أبناء أو ربما أربعة أو خمسة يعملون محاضرين في نفس الجامعة. إننا نعلم أن بعض الزملاء سيصبح معيدا منذ فصله الأول في الجامعة، ليس لكونه مميزا، بل لأنه قريب لمسؤول في الجامعة. نعلم أيضا أن هذا الطالب هو من سيقدم حفل التخرج من اليوم الأول له في الجامعة ليس لأنه مفوه، وإنما لأنه ابن فلان. جامعاتنا بحاجة إلى الكثير من العمل والمتابعة والرقابة والتجديد في المواقع والمناصب لتحقق المنشود. 
إن الحديث عن التصنيف والأبحاث في جامعاتنا ترف في الوقت الراهن. كيف تتحدث عن أثاث المنزل، وأنت لديك مشكلة في التمديدات والإنشاءات التي تتطلب تدخلا عاجلا. إن المجتمع الذي تزدهر فيه عبارة "شغل واسطتك" بحاجة إلى الكثير من العمل حتى تعود إليه البسمة!
*********************************
كتبت في قوقل : حنا أحسن من غيرنا .

أجاب : هذا إللي ضيعكم يالسعوديين .
*
(١)
ما الذي يفزعك من "الفكرة"؟!
هل لأنّ عقلك الخاوي لا يملك الحجة التي تفندها، أو لأنّه ليست لديك القدرة لابتكار "فكرة" مضادة لها؟!.. ولهذا: تبدأ بتشويه "الفكرة" والتشكيك بصاحبها، وتبدأ بالدخول إلى نواياه التي لا يعلمها إلا الله!
فكّر لحظة من فضلك، وأجب عن هذا السؤال:
هل يُعقل أن كل الذين يختلفون معك على خطأ، وأنت وحدك على صواب؟
لابد أن فيك شيئاً من الخلل.. ولكنك تكابر!
لديك قائمة طويلة من الاتهامات توزعها على خصومك:
هذا ضد منطقتك والعرق الذي تنتمي إليه.
وهذا ضد عاداتك العظيمة.
وهذا يريد أن يُدمر دينك.
وهذا مشغول بهويتك.
كل هذا العالم - بأفكاره ومبتكراته وسياساته وشركاته العملاقة - لا هم له إلا تدميرك!!
ألا تتواضع قليلاً، وتسأل نفسك: هل يراك هذا (العالم) أصلاً.. حتى يهتم لك، وينشغل بك؟!
(٢)
المجتمع المحافظ، بعقله التقليدي المحافظ، ترعبه كل "فكرة" جديدة..
ويظن أنها أتت لتقضي عليه.
الفكرة مشبوهة، والآلة الجديدة مشبوهة، والنظام الجديد مشبوه..
ما الحل؟!
الفكرة: حرام، والآلة: ممنوعة، والنظام الجديد: ضد خصوصيتنا وهويتنا!!
(٣)
مـا الفكرة؟... الفكرة:
- حرّر عقلك، ولا تسمح لأي صاحب سلطة (دينية/ اجتماعية/ سياسية/ .......) أن يعتقل عقلك.
- انظر إلى هذا العالم دون أن تحمل معك قائمة طويلة من التحذيرات!
- حاول أن تلغي كل آرائك المسبقة عن الأشياء.. وأبدأ ببناء رأيك الشخصي عنها.
- لا تسلم رأسك لمن يريد أن يضعه في قفص لحمايته!!
- لا تصدق أن العالم في حالة حرب مستمرة معك.. وأن أي غريب هو خصم افتراضي لك.
- كل إجابة جاهزة لديك.. عد إلى سؤالها الأصلي!
(٤)
تفزعك "الفكرة" الجديدة؟!
أنا يفزعني توقفك عن التفكير..
وجعلهم يفكرون - ويقررون - بالنيابة عنك.

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الجمعيات الخيرية وتسببها في الفقر والبطالة المتزايدة ..


أكثر من مليون ريال نصيب كل مواطن !



هذا هو نصيب كل مواطن منا على وجه الدقة وليس المبالغة– بمعنى أن سيكون 

نصيب كل واحد فينا مليون ومائتي ألف ريال سنوياً من حجم 

الزكاة الشرعية– وليس هذا حلماً أو مجرد خيال ولكنه حقيقة لاجدال فيها فالمعلومات 

تؤكد بأن حجم الزكاة الشرعية السنوية المفروضة التي 

يتوجب على رجال أعمالنا توزيعها على المحتاجين يتجاوز حاجز إل  23 مليار ريال – 

وحيث أن الأمر كذلك فإن نصيب كل مواطن منا أي (18) مليون 

مواطن سيكون هذا المبلغ ( مليون ومائتي ألف ريال )من الزكاة سنوياً!

 ولكن دعونا من هذه الأمنيات لأن البعض من المنافقين يرون أن توزيع مبلغ بهذا 

الحجم (مليون ومائتي ألف ريال) كزكاة سنوية لكل مواطن يعتبر 

تبذيراً وتدليلاً للمواطن.. وتبلغ الأمور ذروتها حينما تصدر فتاوي تجزم بأن دفع مثل 

هذا المبلغ لكل مواطن حرام وألف حرام  ..ويمكن إنفاقها في جهة 

أخرى حتى ولو على  شعوب أخرى !..

فلنرى ماذا ستفعل كل هذه المليارات من مبالغ الزكاة لو تم إنفاقها على الوجه 

الحقيقي ولكن ليس بطريقة دفعها إلى المحتاجين مباشرة :

سيتم إنشاء الآف المستشفيات والجامعات والمنشئات التعليمية الخيرية – ولن تكون 

لدينا مشروعات أو بنية تحتية من طراز (أخرطي) – كما لن 

يكون هناك مريض يطرق أبواب مستشفيات وزارة الصحة طلباً للعلاج فلايجد سوي 

الموت الأحمر ينتظره من جراء الإهمال أو يتم حجز جثته في 

مشرحة المستشفيات الأهلية .ولن يكون هناك مواطناً ثقلت عليه الهموم بسبب الديون 

أو يصبح موقوفاً خلف القضبان في قضية أقساط شهرية – 

كما لن يصبح هناك مواطناً ينتظر طرده من السكن لأنه لم يتمكن من دفع إيجار 

مسكنه . ولكن أين يذهب كل هذا المبلغ الضخم من الزكاة الشرعية 

المتوجبة سنوياً على رجال أعمالنا وكيف يتم صرفها؟

يكون ذلك بتوزيعها على منسوبي الجهات الرسمية تحت حجة زكاة كما يحدث حيث 

تقوم شركات بيع السيارات بإهداء سيارات لمنسوبي 

المؤسسات الحكومية بزعم الزكاة – والهدف من ذلك هو كسب ود تلك الجهات 

لضمان وقوفها إلى جانبهم ومساعدتهم في حال وجود قضايا على 

سبيل المثال – فهل يجوز ذلك ؟ وإذا كانت حجة رجال الأعمال بأنهم يقومون 

بتسليمها للجمعيات الخيرية للقيام من جهتها بتوزيعها على المحتاجين 

فتلك مصيبة أكبر لأن تلك الجمعيات أصلاً لاتقدم للمحتاجين سوي الفتات من الخبز 

ولا شئ غير ذلك! أم يتم توزيع كل هذه المبالغ الضخمة من 

الزكاة في مشروعات بالخارج لأن الفقراء هناك أولى من فقرائنا !!

                                                       أحمد سعيد مصلح  

**********************************************

زكاة الأغنياء تغني الفقراء

    الرقم الذي أعلنته مصلحة الزكاة والدخل عن تحصيل 15,7 مليار ريال فقط إجمالي حجم أموال الزكاة  في عام  2010 م فتح الباب على مصراعيه للإجابة على هذا السؤال هل هذا الرقم هو بالفعل المستحقات من الزكاة ؟ أكثر من 805 آلاف مؤسسة مسجلة بوزارة التجارة 15387 شركة مسجلة ومرخصة رؤوس أموال تتجاوز 782 مليار ريال 146 شركة مدرجة في سوق المال صافي أرباحها تتجاوز 78 مليار ريال في 2010م 22 مليار ريال أرباح البنوك السعودية لنفس العام، قروضها للمواطنين نمت بأكثر من 10% وتجاوزت 215 مليار ريال نسبة فوائدها تتجاوز 3 %بينما نسبة الزكاة 2,5% شرعاً ! عدد المصانع المنتجة  4513 مصنع عدد الفنادق 1063 عدد شركات التقسيط 300 شركة وهو مؤشر يقيس حجم الاحتياج في المجتمع!، بأقل جهد ممكن ولأي فرد حتى غير متخصص يكتشف الفرق الشاسع بين ما حققته مصلحة الزكاة وبين تلك الأموال والأرباح الموجودة في قطاع الأعمال، على اعتبار أن مصادر كثيرة خاصة من زكاة المواطنين تتجه إلى منافذ وفقراء وجمعيات خيرية وغير ذلك، ولو حسبت نسبة ال 2,5% المقررة شرعاً وطبقت بشكل عادل وبمعايير دقيقة وشاملة لتضاعف حجم هذه الزكاة إلى مبالغ مضاعفة وعالجت كثيرا من المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها كثير من ذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة وساعدت تلك الجمعيات الخيرية وعددها 616 جمعية على الوفاء بمسؤولياتها تجاه شرائح المجتمع المختلفة، وبحسبة بسيطة لو طبقت الزكاة على رؤوس أموال بعض الشركات من غير المؤسسات الأخرى لتم تحصيل 19,5 مليار ريال ، أي تجاوزت الرقم المعلن ، إذا لماذا حصل هذا الخلل؟ هل هو في نظام جباية الزكاة والدخل او في آليات التحصيل او في التطبيق أو في الثغرات التي تؤدي إلى التهرب من دفعها وهي حق شرعي للفقراء ؟ نحتاج من الجهات الرقابية مراجعة هذا الوضع وإيضاح جوانب القصور والخلل الذي تسبب في الفروقات الشاسعة في الأرقام.
في الواقع إن وضع الزكاة وهي ركن شرعي من أركان الإسلام الخمسة وطريقة تحصيلها وفرضها من مال الأغنياء إلى الفقراء لم يوفر السبل الكفيلة والكافية لمساعدة المحتاجين وهناك ثغرات وقصور واضح في تكييفها ومراجعتها وتطبيقها سواء على المنشآت او حتى على الأغنياء لان دفعها يعود إلى الأمانة والضمير والخوف من الله في المقام الأول ومن ثم مسؤولية الجهات المعنية بتحصيلها ومراقبة وضمان سدادها، وعندما قرأت في تقرير الثروات العالمي الذي يصدره (ميرل لينش) وذكر ان عدد الأثرياء في السعودية تجاوز  113 ألف ثري ويمتلكون 50% من ثروات الشرق الأوسط الهائلة التي تجاوزت 1,7 تريليون دولار!! تساءلت نفسي هل لو أخرجت زكاة هذه الأموال مع زكاة الشركات والبنوك والمؤسسات في اقتصاد يعتبر اكبر الاقتصاديات العالمية، ولو فرضت الزكاة على تلك الاراضي العقارية المعلقة والمحجوزة لهوامير العقار بتلك الاثمان الباهضة هل سيبقى لدينا محتاج واحد؟ وهل سيبقى حال 60% من السكان بدون مساكن يمتلكونها او 800 ألف أسرة في الضمان الاجتماعي او 616 جمعية خيرية ترعى الكثيرين من ذوي الحاجة والمعوزين على هذا الوضع؟ الإجابة متروكة لكم.. وإجابتي هي ادفعوا وراقبوا الزكاة من كل مصادرها وأحسنوا توجيهها لمن يستحقها، وعندها لن يبقى لدينا بحول الله محتاج واحد، قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)*
 الخاطرة
كن عظيماً ودوداً، قبل ان تكون عظاماً ودوداً..
*سورة التوبة
عالية الشلهوب

الأحد، 11 ديسمبر 2011

تقرير عن التعليم لدينا وتخلفه ..

تخلف التعليم والتربية والأثر الملموس على واقعنا : 

استوقفتني أنا وزملائي قبل عدة شهور سيدة ونحن نغادر ملتقى بحثي نظمته جامعة سالفورد بمانشستر في بريطانيا. سألتنا عن رأينا في الملتقى، إذا أمكن. أجبنا عن سؤالها على عجل، وغادرتنا بعد أن شكرتنا على وقتنا وتجاوبنا مع سؤالها. كان لقاء عابرا لا يستحق الإشارة. فما المثير في الموضوع؟ مُشاركة في الملتقى تسأل الطلاب عن رأيهم في لقاء كلف آلاف الجنيهات الإسترلينية والجهد والوقت. كانت المفاجأة أن السيدة لم تكن مجرد مُشاركة عادية، اتضح لي لاحقا أنها مديرة الجامعة. شاهدت صورتها بالصدفة في التقرير السنوي للجامعة وبجانبها لقبها الوظيفي.
فور أن اكتشفت أنها هي مديرة جامعتنا استعدت مشهدها، وهي تسألنا بتردد عن رأينا في الملتقى. تذكرت كيف أنها كانت من دون مرافقين وهي تنتقل من طالب إلى آخر. 
لم يكن بجوارها مدير مكتب يحمل حقيبتها أو قهوجي يحمل (دلة) بخرطوم طويل. تسافر من طاولة لأخرى دون ضجيج، دون أن يلحقها طالب أو محاضر في يده (معروض). 
أكاد أجزم أنها تمر يوميا بين عشرات الطلاب دون أن يعرفها أحد. إنه النظام، الذي لا يفرق بين اثنين، ولا يمنح صاحب المنصب امتيازات خاصة. فهو موظف له حقوق وعليه واجبات. لديه صلاحيات محددة واضحة لا يستطيع أن يتجاوزها أو يقفز عليها. إنه النظام، الذي لا يحول المؤسسة إلى إقطاعية أو ممتلكات خاصة.
في مجتمعاتنا العربية، المدير بدلا من أن يصبح موظفا يخدم المؤسسة، تصبح المؤسسة من تخدمه. فيصبح هاجسه البقاء أطول فترة ممكنة في المنصب؛ للتمتع بالمزايا الاستثنائية التي تقدم له.
إنه النظام، الذي لا يجيز للمدير أن يتدخل في صلاحيات عميد الكلية ورئيس القسم وحتى أستاذ المادة. لا يسمح لمدير أن يقوم بالشفاعة لطالب، بل يجرمه إذا قام بذلك. 
إن مدير الجامعة في الغرب يعتبر موظفا لا يعرفه إلا النزر اليسير. عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وأعضاء مجلس الأمناء وقلة قليلة. لا تظهر صورته في نشرة الجامعة الداخلية. نشرة الجامعة لطلابها. لا تغطي أخباره الصحف. فهو موظف يقوم بواجباته. فماذا يعني العامة أن مدير جامعة ألقى كلمة في مؤتمر أو استقبل وفدا من جامعة أميركية أو كندية؟ أو عقد اجتماعا مع زملائه في الجامعة؟ إنها جزء من مهام عمله، التي يقبض عليها أجراً.
في الغرب، يتحاشى الكثير من الأستاذة والباحثين الحصول على منصب إداري؛ لأنه سيكون عبئا عليهم، وحجر عثرة أمام نموهم الأكاديمي والبحثي. في المقابل، يبذل الكثير من الشرقيين، كل ما في وسعهم؛ للحصول على منصب يمنحهم الامتيازات الخاصة والشهرة والنفوذ.
إن الكثير من مديري جامعاتنا نسوا جامعاتهم، وتفرغوا للعلاقات العامة والظهور في وسائل الإعلام. أصبحوا يتنافسون فيما بينهم من الأكثر ظهورا في الصحف بدلا من المنافسة في الأبحاث والإنجازات العلمية الحقيقية.
لا أنسى قبل سنوات عندما قامت الدنيا ولم تقعد عشية زيارة مدير جامعة سعودية لإحدى كلياته. تم طلاء الجدران والوجوه. عبأت إدارة الكلية قاعة الحفل الختامي والحناجر بزهور وعبارات اصطناعية. وصل المدير محاطا بمشالح لا تعد ولا تحصى. كل شيء كان معدا مسبقا. الصفوف الأولى لإدارة الجامعة، والخلفية لأعضاء هيئة التدريس، ومقاعد محدودة للطلاب. لا أحد يقترب من المدير. هناك طالب أو اثنان فقط من يملكون الحق في الاقتراب من معاليه، دون أن ينهرهما أحد! غادر المدير دون أن يرى كليته وطلابه، دون أن يرى الحقيقة. فمن الطبيعي أن تغط الكثير من جامعاتنا في سبات عميق. إن التاريخ لا يتذكر من يرتدي مشالح ثمينة، وإنما من يعمل من أجل أفكار ثمينة. ماذا ننتظر من مدير جامعة يتنقل في أنحاء جامعته بمشلح. وخلفه كتيبة من الموظفين، الذين يحملون الأختام والابتسامات المزيفة؟


مجلة ساينس العالمية تنشر تقريراً خطيراً عن جامعتين سعوديتين صرفتا ملايين الريالات على عقود وهمية لتحسين تصنيفهما عالمياً..!
الرياض: قضايا سعودية
فجرت مجلة ساينس العالمية الشهيرة فضيحة من العيار الثقيل عبر تقرير نشرته عن حقيقة تقدم جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز في قوائم تصنيف الجامعات على مستوى العالم خلال السنوات القليلة الماضية. حيث أكد التقرير أن الجامعتين صرفتا مبالغ مالية طائلة على عقود وهمية مع علماء من مختلف أنحاء العالم مقابل أن يضيفوا اسمي الجامعتين لبحوثهم دون وجود أي علاقة حقيقية تربطهم بالجامعتين سوى زيارات بسيطة ومرتبة لهذا الغرض.
ونشر التقرير المثير اعترافات بعض الأكاديميين المشاهير الذين حصلوا على أموال طائلة من الجامعتين أو تلقوا عروضاً منهما, حيث تبين من أقوالهم أن هناك من تقاضى مبالغ تتجاوز ربع مليون ريال في السنة عبر عقود وهمية يُذكر فيها أنه منتظم في العمل في الجامعة مع أنه لم يزر السعودية إلا لأسبوعين فقط أو لفترات قصيرة, فيما تضمنت عقود أخرى اشتراطات على بعض الأكاديميين الذين يتقاضون الأموال من الجامعتين أن ينشروا أسماء الجامعتين مع بحوثهم وأوراق العمل الخاصة بهم التي تنشرها بعض المجلات العلمية الشهيرة.
يُشار إلى أن التقرير تطرق للتقدم الخيالي وغير المعقول للجامعتين في تصنيف شنغهاي الخاص بالجامعات فيما لم يصدر حتى لحظة نشر هذا الخبر أي بيان رسمي من الجامعتين عما ورد في التقرير من اتهامات لهما.





*********************************


هل سيبقى التعليم عندنا معتمدا على (أحفظ و تذكر) .. !!!؟