الخميس، 14 مارس 2013

«اخرجوا المرأة من جزيرة العرب»!



طراد بن سعيد العمري
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٣
كلما هممنا بالتقدم خطوة في طريق التحضر والحياة 

ظهر لنا جدل مجتمعي 


عقيم حول المرأة، حتى أصبحت مواضيع المرأة مملة 


وسامجة وممجوجة، 


فإذا كانت الحياة مستحيلة بين الرجل والمرأة إلى هذا 


الحد، فاخرجوا المرأة 


من جزيرة العرب، انفوها إلى تركيا أو المغرب، 


ودعونا نزورها غباً لتزداد 


عندنا حباً... لم يعد لنا من حديث مع كل حدث 


حضاري إلا المرأة، هل تتعلم؟ 


وإذا تعلمت، هل تعمل؟ هل تركب الطائرة؟ هل تقود 


السيارة؟ وإن فعلت فهل 


تتلثم أم تتحجب أو تتنقب؟ وإن ذهبت للعلم أو العمل، 


فهل تفعل ذلك عن بعد 


أو عن قرب؟ كم حجم المسافة التي بينها وبين الرجل/ 


المذكر؟ بات الحجاب 


والاختلاط من المصطلحات التي «نلوكها» أو 


نمضغها بشكل يومي، أو على 


حد تعبير الصديق جميل الذيابي «نتمضمض» بها في 


كل ساعة ويوم من 


دهرنا.


قامت الدنيا ولم تقعد عندما هممنا بتعليم المرأة قبل 


أكثر من نصف قرن، ولا 


يزال ذلك القيام، أو تلك القيامة، مستمرة حتى يومنا 


هذا... خروج المرأة من 


جزيرة العرب سيريح المجتمع، سنتمكن من الالتفات 


إلى حل مشكلات 


البطالة والفقر والإسكان وتردي التعليم وتوغل 


البيروقراطية، وسنتمكن أيضاً 


من إصلاح الخطوط السعودية... وبمناسبة الحديث 


عن «السعودية»، نجد أن 


علاقتنا بالمرأة تظهر واضحة جلية عندما نركب 


الطائرة، كثير من الهرج 


والمرج والنقل والتنقل من مقعد إلى آخر لكي لا يجلس 


رجل بجانب المرأة، 


والأكثر من ذلك، حدثتني إحدى النساء، أن البعض 


يمنعون بعض الركاب 


الذكور من الجلوس بجانب العاملة المنزلية... يا لله 


العجب!! كيف نفكر؟


أصبحت المرأة عبئاً على تفكير رجل جزيرة العرب، 


لم يعد يطيقها. يعشقها 


جنساً ويكرهها حساً... علاقته بالمرأة فيها كثير من 


الاضطراب والاحتقان، 


منذ أكثر من نصف قرن وموضوع المرأة يشكل 


الموضوع الأصعب والأعقد 


لرجل جزيرة العرب، أو عرب جزيرة الرجل... 


الحديث عن المرأة كبشر 


وإنسان يستفز رجل الجزيرة، ويثير فيه مكامن 


الفحولة الكاذبة، يدعي أنه 


يحميها، بينما هو يلغيها من قائمة الموجودات 


الحياتية... صحيح أن للصحراء 


تأثيراً ناشفاً وكاشفاً على العواطف، لكن ما يحدث من 


لغط وغلط في ما 


يخص الجدل حول المرأة يكاد يصيب المراقب 


بالغثيان، وكأننا بذاك الرجل 


يتمنى عدم التعايش مع ذلك المخلوق الآدمي ضمن 


نطاق جزيرة العرب، هو 


مزيج من الهجران والهجرة... هجران للمرأة في 


نطاق الجزيرة. وهجرة 


إليها في الخارج.


علاقة رجل الجزيرة العربية مع المرأة فيها شيء من 


الاضطراب والاحتقان 


لأسباب ثقافية واجتماعية ومجتمعية، كان الرجل يهيل 


عليها التراب ويدفنها 


خوفاً من الفضيحة وتلويث شرف القبيلة، حتى جاء 


الإسلام وبدأت المرأة 


تنعتق من كثير من المفاهيم الثقافية السوداء، 


واستمرت هذه الفترة الذهبية 


خلال الحقبة المحمدية، ثم ما لبثت العادات والتقاليد 


وقبل ذلك «الإبائية» أن 


عادت علاقة رجل جزيرة العرب إلى الاضطراب 


والاحتقان مع المرأة. لا 


يمكن وصف العلاقة بأنها علاقة الحب/ الكره التي 


يقررها «سيغموند 


فرويد» بين البشر، بل يمكن وصفها بعلاقة الجنس/ 


الخوف. تفوق المرأة 


سبب التخوف... رجل جزيرة العرب يهيل على نفسه 


الكثير من مساحيق 


التخلف عندما يصطدم بالمرأة سمعاً أو نظراً، يرتبك 


وترتعد فرائصه لأن 


تجويفه الداخلي فارغ وفكره محنط.


وبينما جاءت الأديان لكي تعيد التوازن في العلاقة 


الاجتماعية والمجتمعية، تم 


استغلال الأديان لتسويق وأد المرأة إجتماعياً... ما 


يحصل في جزيرة العرب 


لا يحصل في أي مكان آخر، ولن يحصل، نسينا أو 


تناسينا كل جميل في 


الدين بحق المرأة، وحفظنا عن ظهر قلب بعض 


الشوارد في الدين بعد 


إخراجها من سياقها لكي ننبئ عما في داخلنا من جهل 


وتحجر... نسينا أن 


الرسول المصطفى «عليه أفضل الصلاة والسلام» 


ولد من أم، وتربى على 


يد مرضعة، وعاش وعمل وتاجر مع امرأة، وجميع 


ولده امرأة، وتزوج من 


امرأة، وقبل رحيله «صلى الله عليه وسلم» استوصانا 


بالنساء خيراً... 


المرأة، هي النساء بالمناسبة، فقد يظن البعض غير 


ذلك... المرأة ليست أنثى 


فقط لمن يفكرون ذكورياً، المرأة ليست «مرة»، 


وليست «حرمة أو 


حريماً»، وليست أي وصف مهين أو مشين نجتره 


بحكم العادة والتهكم.


الحديث عن المرأة يطرب له الوجدان ويتشقق له 


الخاطر، لكن الكتابة عن 


المرأة في الجزيرة خطر، والوقوف في صفها قصر 


نظر، أن تمتدح «هتلر» 


أو «نجاد» أو «بشار» أو أي «أفاق أشر» فتلك 


وجهة نظر، ولو قلت كلمة 


حق في جانب المرأة فتلك جريمة لا تغتفر... لله درك 


أيها المرأة السعودية، 


كم تعانين من جهلنا وظلمنا وتجبرنا... معاناتك معنا 


كل قرن، وكل عقد، وكل 


عام، وكل يوم في ازدياد، في القرن الماضي عانيت 


عندما هب فئة من 


المجتمع ضد تعليمك أسوة بالذكور، وفي العقد 


الماضي عانيتي عندما هب فئة 


من المجتمع ضد عملك أسوة بالرجال، وفي العام 


الماضي عانيتي عندما هب 


فئة من المجتمع ضد تعيينك في مجلس الشورى أسوة 


بأصحاب الرأي، 


وبالأمس عانيتي عندما هب فئة من المجتمع ضد 


مشاركتك في معرض 


الكتاب أسوة بكل البشر.


كلما صبرت وتحملت وتجملت بعقلك ازددنا جهلاً 


وضلالاً، نتفنن في اختراع 


أدوات ووسائل للتصدي لقهرك بفكرنا المتردي، ولا 


نستنكف من التعدي، 


ليس عندنا من همٍّ سوى التفكير في الخلوة والاختلاط، 


وليس لدينا من حديث 


سوى الفتنة في مكان العمل وفي الأسواق... فلم لا 


تهجرين جزيرة العرب؟ 


«إذا أنتِ لم تكرمي بأرضك فارتحل *** فلا خير في 


دار مهان كريمها»... 


إرحلي من جزيرة العرب، وستجدين أن كل من 


ناصبوك العداء إنمسخ كل 


واحد منهم بعد فترة زمنية إلى «ضب»... كل 


«الضبان» في صحراء 


جزيرة العرب كانت تضيق ذرعاً بالمرأة فتحولوا 


بفعل عوامل جينية إلى 


حيوانات زاحفة تعيش تحت الأرض، وحتى لو ذهبت 


للرعي بين الفينة 


والأخرى ما تلبث أن تندس في جحورها، ليس خوفاً 


بل حياءً مما عملتي في 


سالف الزمان.



* باحث سعودي.

الجمعة، 1 مارس 2013

الحل المؤقت و الحل الدائم للريال السعودي


الريال السعودي .. الكارثة القادمة !



كلنا لحظنا في الفترة الأخيرة إعلانات البنوك التي خفضت سعر الفائدة على الاقتراض. ولكن هل تساءلت لماذا تفعل البنوك هذا، ولماذا الآن بالذات؟ ببساطة لأن مؤسسة النقد خفضت بدورها سعر الفائدة. ولكن قبل ذلك ما هو سعر الفائدة؟ سعر الفائدة هو الأداة التي تستخدمها البنوك المركزية في دولة ما للتحكم في الإنفاق؛ فإذا أرادت الحكومة أن تحث الناس على الإنفاق خفضت سعر الفائدة لأن الناس سيقترضون أكثر وبالتالي ينفقون أكثر، والعكس صحيح فعند ارتفاع سعر الفائدة سينصرف الناس عن الاقتراض ويميلون للادخار.
هذه ليست نهاية القصة، فسعر الفائدة المنخفض سيقود للتضخم والتضخم كما تعرفون هو ارتفاع أسعار السلع والخدمات نظراً لتوفر السيولة في الأسواق.
- سعر فائدة منخفض > اقتراض أكثر > إنفاق أكثر > توفر سيولة أكثر > تضخم (ارتفاع الأسعار) ..
- سعر فائدة مرتفع > اقتراض أقل > إنفاق أقل > توفر سيولة أقل > انكماش (انخفاض الأسعار) ..
ولكن ما علاقة كل هذا بالريال السعودي؟ نظراً لاتخاذ حكومتنا الرشيدة قراراً بربط الريال السعودي بالدولار فإن الاقتصاد السعودي مربوط من عنقه بالاقتصاد الأمريكي؛ فإذا خفضت الولايات المتحدة سعر الفائدة يجب علينا أن نخفض سعر الفائدة وحتى ولو لم نكن بحاجة لذلك.
ما السبب وراء خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة؟ السبب وراء خفض الحكومة الأمريكية سعر الفائدة هو دفع المستهلكين للإنفاق وهذا سيؤدي بدوره لنمو الاقتصاد الأمريكي الذي خرج لتوه من أكبر أزمة في تاريخه منذ الكساد العظيم.
أما السبب في السعودية فهو ارتباط الريال بالدولار فقط لا غير. فالسعودية ليست بحاجة للنمو لأن اقتصادها قائم على سلعة رئيسية ونظراً لأن هذه السلعة مورد طبيعي غير متجدد فإن من الطبيعي أن يرتفع سعرها، وفي ظل ارتفاع سعر النفط فإن الاقتصاد بحاجة للانكماش للسيطرة على التضخم الهائل الذي بدأ يتصاعد منذ عام 2001 بمعدل متوسط قدره 4٪. هذا يعني أن الريال فقد 40٪ تقريباً من قوته الشرائية والعد مستمر، بعبارة أخرى لو كان لديك في البنك 100000 ريال في عام 2002 فإن قيمتها الحقيقية الآن 60000 لأنها ستشتري لك نفس ما كانت ستشتريه لك الـ 100000 في تلك الفترة.

الكارثة القادمة
تقترض الولايات المتحدة يومياً أكثر من ثلاثة مليار دولار حتى وصل دينها إلي ما يقارب 14.9 ألف مليار حالياً. وهي تقترض هذه المبالغ على شكل سندات تصدرها الحكومة الأمريكية للدول الأجنبية وتعد بفائدة على هذه السندات ولأن فائدة هذه السندات تتزايد فإن الفوائد فقط ستشكل أكثر من 50٪ من الدين العام بعد خمس سنوات تقريباً. هذا يعني شيئين؛ أولاً انخفاض سعر الدولار لسببين؛ الأول لأن المعروض منه كثير، والثاني لأن الحكومة الأمريكية تطبعه بناء على السندات التي تتزايد فوائدها وتنقص قيمها الحقيقية وبالتالي تنقص قيمة الدولار المغطى بهذه السندات، وهذا ما يحصل الآن فالدولار في انخفاض مستمر وكذلك الريال، ثانياً وصول الولايات المتحدة إلى مرحلة يدرك فيها العالم عجزها عن الوفاء بهذه الديون وبالتالي العزوف عن شراء هذه السندات (ما تشاهده من ارتفاع سعر الذهب هو أحد بوادر العزوف عن السندات والدولارات الأمريكية والإقبال على الذهب من قبل الدول والأفراد وخاصة الصين)، هذا سيؤدي بدوره إلى انهيار الدولار حتمياً وبالتالي انهيار كل العملات المرتبطة به كالريال وكل الاقتصاديات المرتبطة به كالاقتصاد السعودي. وهذا أمر مؤكد عند كل الاقتصاديين غير المسيسين وتحذر منه النخب الأمريكية منذ 2001 وحتى الآن.

الحل :
بالنسبة لأمريكا لا يوجد حل فقد تجاوزوا مرحلة الحلول وعليهم مواجهة مصيرهم ودفع ثمن استهلاكهم الهائل. أما بالنسبة لنا:
الحل المؤقت: رفع سعر الريال أمام الدولار ليصبح 3،00.
الحل الدائم: فك ارتباط الريال بالدولار وتسعير النفط بالريال.
وأنت تعلم أن الحكومة السعودية لن تتخذ أياً من الحلين، .إذن ما الحل؟ 
هل تضع يدك على خدك وتشاهد مدخراتك وأموالك تتآكل أمام عينيك !!