الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

تقرير عن علاقة العادات والتقاليد التي تربينا عليها بالدين !!؟


وامس: قضايا سعودية

كشف تقرير أعدته الصحافية السعودية أسمهان الغامدي عن تنامي ظاهرة لجوء الفتيات في السعودية إلى تسويق أنفسهن للزواج بطرق شتى منها محاولة التقرب للعريس المستهدف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة "الرياض" إلى أن العنوسة أصبحت تشكل هاجسا في المجتمع السعودي يؤرق الكثير من الفتيات؛ مما جعل البعض منهن يتفنن في ابتكار أساليب التلميح للعرسان، حيث لجأت "حنان السالم" إلى الحيل الالكترونية لتجذب لها صديق شقيقها، وذلك عن طريق معرف مستعار في "تويتر"، وتركيز جهدها ووقتها للفت انتباهه، مضيفةً: "نجحت في ذلك، وبدأنا في المحادثات على الخاص، وبدأ يشكي لي، ويؤكّد لي أنّي الوحيدة التي أفهمه، ولكن بعد فترة لم أجد منه نية الزواج، فاحتلت بحيلة أخرى، وهي أنّي سأتزوج من ابن عمي، فرفض الفكرة، وحاول ملياً أن يثنيني حتى عرض علي الزواج، وقبلت، لأمثل عليه مفاجأتي بمعرفتي أنّه صديق شقيقي".
وذكرت "نوال الشهري" -معلمة- أنّها بعد أن تجاوزت سنّ (28) من عمرها خشيت على نفسها من ركوب قطار العنوسة، ففضلت التسويق لنفسها لدى شاب مثقف تمنته عن طريق والدته وشقيقاته، فعمدت على تلبس ثوب المثقفة، وأن تحفظ ما تجده أمامها من أخبار غريبة وطريفة وتسردها أمام والدته كمن تسرد نشرة أخبارية؛ لتنال إعجابها، وفعلاً بعد مدة وجيزة خطبتها لابنها الذي يبحث عن مثقفة عاقلة، وتزوجا!.

تحمل المسؤولية

وكشفت "نورة الخالدي" -طبيبة- أنّها لم تتحرج من أن تعرض الزواج على زميلها الطبيب، وأن تغريه بعدم رغبتها في المهر، ولا حتى في مراسم زواج وحفل وبهرجة، بل يكفيها منه عقد النكاح لتعيش معه في أمن وسلام، فيما لم يحالف "أسماء السعيد" الحظ، حيث حاولت ملياً التلميح لزميلها في العمل كي يخطبها، على الرغم من استلطافهما لبعضهما البعض، وحتى بعد أن عرضت عليه فكرة الزواج تهرب بزعم أنّه لا يشعر بالرغبة في تحمل المسؤولية.
مدرسة الإنسانية

ورأت "د.سحر رجب" -أخصائية علم النفس ومدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية- أنّ فكرة تلميح الفتاة للزواج من الرجل الذي تختار وتتمنى لا تزال ثقافة خجولة لدينا، ولم تصلنا بالشكل المقبول؛ بسبب العادات والتقاليد التي تربينا عليها، ولم نحاول التواصل معها والتوافق، معتبرةً أننا بتنا نهتم للعادات والتقاليد والأعراف أكثر من تطبيقنا للسنن،، متسائلةً: لماذا يكون عيبًا أن تجد سيدة أو فتاة راشدة أو حتى أب أو أخ رجلاً مناسباً راق لهم من صحبته وسروا لدينه، وخلقه، وبيئته، ويخطبه لابنته، لاخته؟، ولماذا تصبح جريمة لا تغتفر؟، أين نحن من مدرسة الإنسانية ومعلم البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما خطبته خديجة -رضي الله عنها-، وهو ابن الخامسة والعشرين، وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها، لماذا لم ينفر منها أو يستقبح فعلتها؟، بالعكس تزوجها وهي ذات حسبٍ ونسب، جاهٍ ومال، كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما تموت زوجة أحدهم لا يتركونه وحيدًا يقضي ليلته، بل يسارعون لتزويجه ليأنس لها وتأنس له، ولنا في عمر بن الخطاب الفاروق أروع وأصدق مثال؛ عندما طلب من عثمان -رضي الله عنه- أن يتزوج من حفصة، فرد عليه عثمان لا رغبة له بذلك، ثم طلب من أبي بكر الطلب نفسه، فسكت -رضي الله عنه-، وبعدها خطبها محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأصبحت أم المؤمنين والمرجع للقرآن الكريم، فلماذا لم يغضب عمر من أصحابه؟، لماذا عرضها عليهم الاثنين؟ ألا نفكر قليلاً في أنّ ما فعله درء للفاحشة، فأين نحن منه؟، لافتةً إلى أنّه لو كل أب، أو أخ، أو عم، أو خال، فعل ما فعله عمر لكان بذلك أفضل وأرقى، لتكون البيئة في حال درء للمفاتن والفساد، على الأقل يعلم الأب أنّه أحسن اختيار الصهر لابنته أو أخته، فما العيب في ذلك ومحمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- تزوج بالطريقة نفسها، معتقدةً أنّ اختيار الفتاة للزوج هو أريح للنفس وأهدأ.
نظرات المجتمع

وقال "محمد الزنيدي" -أخصائي خدمة اجتماعية-: "لا شك أنّ التغيرات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع أدت إلى ظهور تداعيات أسفرت عن وجهها القاسي على جميع فئات المجتمع، من ضمنها ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر سن الزواج؛ مما دفع العديد من الفتيات للجوء إلى عرض أنفسهن للزواج على الرجال بمختلف الطرق، سواء كان ذلك العرض بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة؛ بهدف التخلص من الشبح المخيف، والبعد من نظرات المجتمع التي لا ترحم، لكن السؤال هنا: هل يليق بمجتمعنا المعتمد على أساس القيم والمبادئ والتقاليد الاجتماعية تقبل عرض الفتاة نفسها للزواج؟".

وأضاف: "نعلم أنّ عرض المرأة نفسها للزواج بالرجل من الناحية الدينية جائز من دون أن تهين نفسها، وأن يتعارض سلوكها هذا مع الشريعة الإسلامية، والكل يعلم قصة خديجة -رضي الله عنها- وعرض نفسها بالزواج على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن المعضلة الأساسية التي تواجه عرض المرأة نفسها للزواج هي ثقافة العيب المستشرية في المجتمع، وعلى الرغم من تمسك كثير من شرائح مجتمعنا بتلك العادات، إلاّ أننا نجد الكثيرين ممن غيروا وعيهم الفكري المتماشي مع العصر، واقتنعوا أنّه لا يعيب المرأة عرض نفسها للزواج، استناداً لعدد من النظرات، فهم يرونها فطينة العقل لطلبها الستر والعفاف، بالإضافة إلى أنّها محافظة على القيم الإسلامية، ولن تطلب الغالي من المهر، كذلك هي من اختارت من يشاركها حياتها".
ارتباط مشروع

واعتبر "الزنيدي" أنّ عرض الفتاة بالزواج على الرجل بشكل مباشرة وعلمها أنه رجل تقي آمن من تلك الوسائل الأخرى، والتي تتم عن طريق إعلانات الزواج، أو مكاتب التزويج، أو غيرها من الوسائل التي انتشرت في العصر الحالي، حيث إنّها بعضها محفوف بالمخاطر، موضحاً أنّ المعارض لذلك يقلل من قيمة المرأة، إذ يرون أنّها تتجرد من كل سمات الحياء، إلى درجة أن البعض يحتقر الفتاة، ويدخل الكرامة في معارضته لسلوكها، مشيراً إلى أنّ المسألة أصلاً مكملة للمثل الشعبي الشهير: "اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك"، ففي العصر الحالي ومع متغيرات العصر أصبح عرض الفتاة لنفسها بالزواج نوعاً من التطبيق العصري والمكمل للمثل، ولكن يجب أن يكون ضمن ضوابط تتماشى مع القيم الإسلامية، إذ يُفضل عدم عرض الفتاة لنفسها بشكل مباشر للزواج، بل تجعله من خلال وسيط صاحب ثقة متى ما اقتنعت بأنّ ذلك الرجل صاحب خلق ودين، لافتاً إلى أنّ بعض الأسر تنصح بناتها بانتهاز أي فرصة للارتباط بشكل "محترم ومشروع"، وهذا الأمر مكشوف مجتمعياً، فهو يتوقف على ما تملكه الفتاة من فكر، ووعي، وثقافة، من خلال حسن تصرفها بهذا الشأن، فعليها التفريق بين أن تكون "سلعة" وبين أن تكون "كيانا إنسانيا" له كرامته وعفته، مشدداً على أنّ الفتاة هي صاحبة المصلحة في الزواج، لذا فإنّ الأمر أولاً وأخيراً في يدها، فالمرأة متى ما وجدت الراحة وراضية بالرجل فلا تتردد في إكمال موضوع الزواج، لكن عليها إخبار أحد محارمها الأحباب حتى لا يكون الأمر مجرد تسلية، ووعود، وتلاعب بالعواطف، خصوصاً أنّها من عرضت نفسها للزواج.
---------------------------------------------------------------------------
الرابط يحمل مداخلات القراء التي منها :
الحلول معروفه!
أولا لازم نزيد من فرص إلتقاء الجنسين بطريقة و صورة نظيفة و حضارية,
في العمل مثلا أو عن طريق قنوات إلكترونية مراقبة ضد التجاوزات من بعض ضعيفي النفوس!
لأن الطرق التقليدية باتت لا تنفع كثيرا في وقتنا الحالي, و إذا أستمرينا على هذا
الحال أكيد بتزيد العنوسة حتى عند الشباب! 
و ثانيا طبعا العدو التقليدي للشباب (المهر
الغالي و تكاليف الزواج الباهظة)!
ثالثا السكن ثم السكن ثم السكن, مشكلة الإسكان مشكلة
مدمرة لأحلام الشباب بالزواج و الإستقرار!!!!!!

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

هل يفقد«رجال الدين» دورهم في تحديد«مستقبل الأديان»؟!

(( 1 ))

هل يفقد«رجال الدين» دورهم في تحديد«مستقبل الأديان»؟! 

#أحمد_المصباحي



الصراعات بين الأمم والمجتمعات ترجع إلى أسباب متنوعة.. وكان«الدين» وسيظل أحد أهم بواعث التطاحن، والمحرك في معظم 

الصراعات، والفاعل الرئيسي  في حركة التاريخ.

وتعد الخلافات الدينية بمثابة«الخلفية» لبقية المشكلات لما للدين من تأثير عميق في وعي الناس وثقافتهم وطموحاتهم.. 

والحضارات ـ قديماً وحديثاً ـ قامت على 

قاعدة من الدين بشكل أو بآخر، لذا فإن السعي للحيلولة دون «صراع الحضارات» وتحقيق سلام بين الأمم يتطلب ايجاد سلام 

وتعايش بين الأديان.. وهذا لايتسنى  بغير حوارات جادة بين «الأديان».

وحين نتكلم عن«أديان».. فنحن نعني«الديانات الثلاث» التي تعاضدت في ايمانها بمصدر واحد لتعاليمها، هو الله عزوجل، وأتت في 

نسق واحد متصل، وفي اطار مايسمى بـ«الأديان الابراهيمية».

وهذا لايعني التقليل من أهمية التحاور مع غيرها.. لكن مع عدم الخلط بين أديان ذات نشأة سماوية وأصل واحد وبين فلسفات 

ومعتقدات ابتدعها حكماء وقيادات  بشرية وتتعارض مع الديانات السماوية في أصولها وفروعها.

ونلاحظ هنا أن التعبير عن هذه الديانات الثلاث بأنها«سماوية» هو وصف لما هي عليه في خطابها وادعاءاتها، وليس اعترافاً 

متبادلاً بأن كل طرق الايمان  والتدين  

لدى كل فريق هي طرق مقبولة عندالله.. إذ لو اعترف اليهود بنبوة المسيح.. واعترف اليهود والمسيحيون بنبوة محمد«صلى الله 

عليه وسلم» لما كان النزاع  موجوداً أصلاً !

ولا ننسى أيضاً أن المسلمين لايعترفون بأن الدين الذي يعتنقه اليهود ودين المسيحيين هو الدين السماوي الذي أتى به موسى 

وعيسى، ولا أن كتبهم المقدسة  هي التي ذكرها الله عزوجل في القرآن.

وفي العصور المتأخرة شهدت هذه الأديان تمايزاً بين تيارين في صفوف كل منها.. الأول يصرح بأن الايمان شأن متعلق بالفرد 

والخالق.. ولايجوز احتكار هذه 

العلاقة في جنس بعينه أو أمة من الأمم.

وبعض اليهود جاهروا برفضهم مزاعم التطرف الصهيوني وفكرة «أرض الميعاد» ومقولة «شعب الله المختار».

كما بدأ بعض المسيحيين يقتنعون بأن«الخلاص» قد يتم بـ«الايمان» بالله من دون ضرورة لاعتناق نظرية«التثليث» أو ألوهية 

المسيح.. ويعتبرون الحروب  الصليبية ومحاكم التفتيش لطخة سوداء في جبين المسيحية.

وأما التيار الثاني فهو في تطرفه يذهب إلى التقرب إلى الله بالتحريض على كرامة وأعراض وأرواح من يخالفونهم حتى لوكانوا 

محايدين ومسالمين ومن 

المسلمين لمن لايكتفي باستبعاد«أهل الكتاب» من الأسرة الايمانية الناجية، بل ويقررون البراء من كل المذاهب الاسلامية على  

اعتبار أن الدين الحق والايمان  محصور في مذهبهم هم دون غيرهم من المسلمين، ناهيك عن غيرهم من أتباع الديانات الثلاث.

ولكي تثمر الحوارات الدينية ثمرتها فيجب أن يتولى زمامها أولئك المتحررون من عقد العصبية الضيقة والباحثون عن الانصاف 

وعلو الحقيقة ولانبالغ في قولنا 

إن تعاليم النبي«صلى الله عليه وسلم» والحقائق الأساسية في القرآن تعطي للتدين شكلاً متحرراً من العقد والحساسيات والنفور 

الذي يعاني منه الآخرون في 

نظرتهم للآخر، كما تحث على أن يكون المسلمون هم القدوة الحسنة لغيرهم في التعامل مع قضية«الايمان» والتحاور الديني 

والتأسيس لقواعد راقية وحكيمة  للحوار البناء.

وإذا علمنا أن الله رب للعالمين ورب لكل من يؤمن به بصرف النظر عن الجنس والعرق واللون فلا مجال عندئذ لاحتكار هذه 

العلاقة، والزعم بأن الخلاص مرتبط  بالانتماء لطائفة أو أمة دون غيرها.

والحوار بين الأديان لابد أن يتطرق إلى أمرين رئيسيين:

1ـ الجوانب العقائدية:

فنحن كمسلمين مطالبون بدعوة الآخرين إلى الايمان برسالة خاتم الانبياء.. والدعوة تتم بالحوار واقناع الناس بالحجة والدليل 

والمنطق«قل: هاتوا برهانكم»  وبالحكمة و«بالتي هي أحسن».

وليس شرطاً أن يقتنع الاخرون بكل شيء ويندمجوا مع المسلمين تحت راية الشريعة المحمدية.. فمن المطلوب إذا تعذر ذلك أن 

ندعوهم إلى المبادئ الأساسية 

التي تتضمنها كل الرسالات السماوية والتي أوصى بها الأنبياء أتباعهم: «توحيد الخالق وعدم الاشراك به أو مساواته بأحد من 

خلقه أوتأليه غيره بأي شكل من  الأشكال».

2ـ الجوانب الانسانية والأخلاقية والمعاملات:

وفي مقدمة مايجب التحاور حوله هنا: التأسيس لعلاقات تقوم على احترام خصوصية كل دين، وعدم الاعتداء أوالاساء لأتباعه 

ومقدساته ورموزه«لكم دينكم ولي 

دين» والتعاون في مواجهة مايهدد القيم والمبادئ الايمانية من محاولات تستهدف الترويج للإلحاد واصدار تشريعات دولية 

تتعارض مع مصالح الأديان».

وتوحيد المواقف للتصدي لمساوئ العولمة ومكافحة العنصرية.. وحماية حقوق الانسان ومكافحة الجهل والفقر والمرض والظلم 

السياسي والاقتصادي.. إلخ.

ولاشك أن الخطاب في قوله تعالى: [وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان» خطاب عام وليس لأبناء ملة 

وحدها.

قوبلت فكرة الحوار بين الأديان بردود أفعال مختلفة.. إلا أن الجميع متفقون على أن الخلافات التاريخية بينها والظروف والعوامل 

الخارجية تحول دون المضي 

قدماً في تنفيذ حوارات دينية جادة وموضوعية وبالصورة المثالية المنشودة.

وتتمثل أبرز المعوقات والمخاوف فيما يلي:

1ـ طغيان العصبية المفرطة في تقديس كل طرف لمعتقداته وموروثاته، والاعتقاد المسبق باستحالة التوصل إلى جديد.

2ـ التخوف من عدم نزاهة الدعوة إلى الحوار بسبب صدورها من تيارات ليبرالية ومستنيرة وكنائس ومؤسسات سياسية وغربية، 

في ظل اختلال موازين القوى 

المادية والعسكرية لصالح الغرب المسيحي،واحتمال تأثير ذلك في التحكم بوسائل ومسار الحوار لتحقيق النتائج المنسجمة مع 

مخططات الهيمنة الغربية على  العالم.

3ـ التخوف من«التفريط» في العقيدة والهوية الدينية من خلال عدم القدرة على منافسة الآخر في تقديم الحجج وأدلة الاقناع 

السليمة.. حيث والحوار المنصف 

يستوجب تجريد الحقائق والنصوص ومساواتها بغيرها في طاولة البحث والفحص.

4ـ رسوخ الصورة التقليدية لبعض الحوارات التي ظهرت بشكل«مناظرات ومنازلات كلامية» الهدف منها تسفيه آراء الخصم وليس 

التوصل إلى حقائق.

5ـ فقدان الجرأة والصراحة في طرح بعض القضايا الحساسة التي تتناول جوانب الخلافات الناشئة أصلاً عن التقليد الأعمى، وعن 

خلفيات سياسية واجتماعية .. إلخ.

6ـ ظهور نشاطات تدعو إلى«ابتكار» دين جديد يلبي النزعة الروحية وتنبذ الرسالات السماوية.

7ـ الانقسامات الفكرية والمذهبية المعقدة في اطار الدين الواحد والدولة الواحدة، وعدم وجود مرجعية واحدة مصرح لها بتمثيل هذا 

الدين أو ذاك.

8ـ تخوف القوى والأنظمة السياسية العلمانية من تنامي نشاطات قد تؤدي إلى اكساب الاتجاه الديني نفوذاً وقوة لاتتمكن من 

السيطرة عليها.

9ـ الخوف من أن يؤدي التحاور في ظل ماسبق إلى نتائج عسكية واعادة فتح الجراح الناكئة والفشل في معالجتها.. فيصبح الضرر 

أكبر من المنافع المرجوة.

هذه النقاط لم تأت من الرافضين ومن ينظرون بفتور إلى جدوى الحوار بين الأديان فقد أشار إلى وجودها وخطورتها عدد ممن 

يباركون هذا المسار، ويحاولون 

تجاوزها أو تغييرها مدفوعين بعدالة ومشروعية الحوار رغم هذه التحديات.

في الوقت نفسه.. وبعيداً عن محدودية ماتوصل إليه رجال الدين.. فإن «الحوار الديني» أصبح فعلاً يمارس خارج المؤسسات 

الدينية.. وانطلق بدون انتظار الاذن 

من الأوصياء التقليديين على الأديان ولم يتوقف عند ضوابط أو محاور معينة!.

ففي هذه «القرية الكونية الصغيرة» أصبح بوسع الجميع أن يعبروا عن آرائهم الصريحة ويناقشوا غيرهم في كل القضايا عبر وسائل  
الاتصال المباشر على النحو  الذي نراه في المنتديات الحوارية ومواقع الدردشة في الانترنت«كالبالتوك مثلاًَ» إلى جانب مايتم 

عبر الصحافة والفضائيات  وغيرها.

وأصبح استيراد وتصدير الأفكار الدينية والمعتقدات.. وتوجيه الأتباع نحو«التسامح أوالتعصب أوالتفاهم أوالارتداد» يدار من الأفراد 

أنفسهم خارج سيطرة من 

لايزالون يعترضون على فكرة التحاور، ومن لايزالون يدرسون متى.. وكيف.. وفيم.. ولم ينبغي أن يباشروا الحوار!؟.

***************************************
(( 2 ))

السياسيون يتحاورون حول الأديان ورجال الدين ينتظرون «الفتاوى» 


#أحمد_المصباحي

الحوار» مبدأ راقٍ يؤمن الوصول إلى نتائج أكثر عدالة وإنصافاً من تلك الوسائل القهرية التي لاتقيم للحجة والمنطق أي وزن.
وتأتي الحاجة إلى «حوار الأديان» عند المفكرين ورجال الدين والساسة بغية التوصل إلى غايات تختلف باختلاف المنطلقات 

الأيديولوجية والنظرة التي يتبناها كل 

منهم حول طبيعة «الدين» والتدين.
فهناك من يرى أن ثمرة الحواربين الأديان يجب أن تتمثل في تغليب دين هو الدين الحق على ماعداه من أديان ومعتقدات.
والبعض يأمل في توحيدرؤى وأصول إيمانية معينة،مع التجاوز عن الاختلافات الثانوية والطقوس الشكلية.
وفي سياق آخر  يحاول آخرون تخليص الأديان من أية مواقف وآراء ذات طابع عدواني ضار بأمن ومصالح المختلف في الدين، وتوجيه الأديان لممارسة دور 

فعال لحماية السلام العالمي ،والتعايش السلمي،ومقاومة الظلم والجهل والتفكك الأسري والإباحية والإجهاض وغيرها من القضايا 

التي تهدد مستقبل البشر بانتماءاتهم المختلفة.

أي أن هناك اتجاهين رئيسيين في موضوع الحوار الديني:
 البحث عن مصلحة دينية
البحث عن مصلحة دنيوية
إلى جانب من يسعى إلى تحقيق الغايتين نظراً للترابط الوثيق بينهما.
ولقد ظلت المنابر الدينية التقليدية في عالمنا العربي والإسلامي تتعامل مع شعار«الحوار بين الأديان» بشك وريبة..بل وتؤكد 

جازمة أن «فكرة الحوار بين دين الله 

عزوجل وتلك الأديان الشركية فكرة خبيثة ودخيلة ولاأصل لها في الإسلام»!
وتقول الفتوى إنها«مؤامرة للقضاء على الشريعة وحرف المسلمين عن دينهم وإقناعهم بالتخلي عن قدسية الإسلام وعن أهم أركانه 

كالجهاد وأهم أحكامه كتطبيق 

الحدود على الزاني والسارق، والدعوة إلى منع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات وإباحة الرذيلة وتحديد النسل ومساواةعابد الله بعابد 

الوثن».
ويعلل أحد الشيوخ إشراك المنتمين إلى بعض العقائد كالهندوسية والبوذية وغيرهم مع المسلمين والمسيحيين واليهود في المؤتمرات  

والندوات السابقة بأن الغرض هو «إيهام المسلمين بأنهم ليسوا وحدهم المستهدفون حقيقة بهذا الحوار»
وفي المقابل اضطلع ثلة من علماء العصر بأدوار هامة في بلورة مفاهيم ومسارات الفعاليات الخاصة بحوار الأديان،وساهموا في 

تعزيز هذا التوجه المسالم 

،،قاصدين التعريف بحقائق إسلامية مغيبة والتأكيد على قيم التسامح والسلام والانفتاح والتحاور بالكلمة الطيبة وبالتي هي أحسن، 

ويبدو أن فداحة الظلم الغربي 

المدفوع بشهوةٍ استعمارية وتعصب صليبي ـ وانتصار الصهيونية واحتلالها فلسطين..
وهي من أهم أسباب عدم ثقة الكثير  من المسلمين في مشاريع الحوار بين الأديان التي يدعو إليها من يرغبون في التحاور 

كممثلين لشريعة موسى وعيسى 

بينما هم أبعد مايكون عن تلك الشرائع التي ترفض الطغيان والاعتداء الذي يمارس باسمها.
وإذا استثنينا مايتم ترديده من تصريح بأن الإسلام دين حوار.. فإن معظم ـ أوكل ـ الدعوات التي انطلقت بشكل واسع منذ بدايات 

القرن الماضي للحوار بين الأديان 

جاءت من هيئات ومؤسسات غربية.. وأحياناً تنعقد برعاية الفاتيكان!
ولم يشهد العالم العربي والإسلامي حراكاً رسمياً يصب في إتجاه الحوار بين الفرق والمذاهب الإسلامية.. فإذا بنا نرى ذات الأنظمة 

تتداعى للمشاركة رفيعة التمثيل 

في مؤتمر عالمي للحوار بين الأديان.
والأكثر إدهاشاً أن مبادرة العاهل السعودي أصابت عدة أهداف وفي الوقت المناسب.
فمن ناحية ـ تعتبر فرصة لتوضيح موقف الإسلام ـ وموقف الأنظمة الرسمية في العالم العربي والإسلامي ـ من الإرهاب الذي تمارسه 

وتدين به الجماعات المناصرة 

لأسامة بن لادن.
كما أنها تظاهرة تتضمن رسالة إلى الشعوب المسلمة فحواها أن الحكام يستشعرون مسئولياتهم تجاه اللغط والصورة المشوهة 

السائدة في العالم عن الإسلام وقيمه النبيلة.

ومن ناحية أخرى هي مناصحة لـ «ولاة الأمر» الدوليين لتذكيرهم بخطورة الصمت العالمي إزاء تكرار الإساءات المتعمدة للنبي 

«صلى الله عليه وسلم» والمقدسات 

الإسلامية وتدنيس المصاحف في المعتقلات الأمريكية واتهام كل ماهو إسلامي بأنه إرهابي.

حيث إن هذه التصرفات تخدم التطرف وتسهم في تأجيج الأزمات والأحقاد بين شعوب العالم.. وبين الشعوب المسلمة الغيورة 

وحكامها المتحالفين مع القوى الكبرى.
ولاشك بأن هذه المبادرة ستعطي للتيار الساعي إلى التقريب والتفاهم بين الأديان شيئاً من الدفع والتأمل في طبيعة جهودها قبل 

الحكم عليها إجمالاً بأنها فعاليات مشبوهة تسعى إلى تلفيق ديانة واحدة على أنقاض الأديان السماوية.
وقد بدأت بعض الصحف الآن تجاهر بأن فضيلة الحوار بين الأديان كانت من ضمن أهم الرؤى التي اشتملت عليها رسائل الملك 

الراحل عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ إلى روزفلت منذ العام 6291م!!.
وهنا يجب أن لايفوتنا أن المبادرة السعودية تتعرض لـ «الثقافات والحضارات» وليس فقط «الأديان» أي أن الدعوة لا تستهدف ـ 

بشكل رئيسي ومباشر ـ الحوار في 

جوهر المعتقدات تحديداً، بل في أواصر الالتقاء والقيم الإنسانية التي تتفق عليها مختلف الثقافات والأديان والمجتمعات البشرية.. 

مع إمكانية فتح أبواب الحوار في القضايا العقائدية الأصولية كأمر جانبي.
فالدعوة تم توجيهها إلى سياسيين وليس إلى رجال دين.
والكثير من ملوك ورؤساء وممثلي الدول المشاركة علمانيون غير متدينين أصلاً.
والكلمات التي ألقيت في المؤتمر تناولت قضايا سياسية وأخلاقية وقانونية ذات تأثير على الشعوب المتدينة وغير المتدينة.

*********
روابط المقالات للكاتب بصحيفة الجمهورية 
(( 1 ))

(( 2 ))