هل هي «عادة» أم تنافس على الخير أم مع الآخر؟
«عمرة رمضان».. زحمة و«تفويت فرصة» على آخرين!
يحرص كثير من العوائل على أداء العمرة والإقامة لبضع أيام في جنبات الحرم المكي؛ لتمتع بروحانية ونفحات الأيام المباركة خلال شهر رمضان المبارك؛ ما قد يفوت الفرصة على آخرين من إقامة هذا المشعر، والتسبب في زيادة مساحة الازدحام وتعريض حياة المسنين والمرضي وذوي الاحتياجات الخاصة للخطر، كما قد ينتج عنه حدوث بعض الأخطاء نتيجة الجهل بها.
من خلال هذا التقرير حاولنا تسليط الضوء على "عمرة رمضان"، ومعرفة آراء من يحرصون على تأدية العمرة لأكثر من مرة والرأي الشرعي في ذلك.
تنافس على العمرة
البداية كانت مع الأستاذ "سعد المالكي" الذي يحرص على الذهاب يومياً من مدينة جدة إلى مكة المكرمة لأداء صلاة العشاء والتراويح والطواف حول البيت العتيق، معتبراً ذلك واجب اعتاد على القيام به منذ أكثر من عشرين عاماً؛ من دون أن يضر أو يعيق أحدا من المصلين أبداً، فمساحة الحرم المكي الشريف "على حد قوله" تتسع للآف المصلين، مشيراً إلى أنه وزملاءه يتنافسون على عدد المرات التي يقومون فيها بأداء العمرة على اعتبار أن أجرها كبير في رمضان.
عمرة بالنيابة
وتحرص "أم عبدالله" على الإقامة في الحرم المكي في العشر الآواخر من رمضان بغرض الاعتكاف هي ومجموعة من صديقاتها، وتقول في ذات السياق: "لا أجد ضرر من الاعتكاف وأداء العمرة التي أحرص على تأديتها كلما سنحت الفرصة لي بالنيابة عن والدتي المتوفاة وجدتي وإحدى صديقاتي المقربات، والتي تعد بمثابة أداء فريضة الحج مع سيد الخلق".
وترفض الأستاذة "هيام القحطاني" كل المظاهر السلبية التي تحدث في شهر رمضان المبارك من بعض المعتمرين، التي منها الافتراش بين ممرات الحرم والنوم وإحضار أطفالهم الصغار الرضع وإزعاج الناس بأصواتهم وقت أداء الصلاة.
الأصل عمرة واحدة
من جانبه أكد "د. عبدالله الجفن" أن أخذ العمرة في رمضان مرتين لم يعمل بها رسول الله ولا أصحابه، بل أنه عليه السلام عمل عمرتين في سنة واحدة، والصحيح أن العمرة تؤخذ في سنة، وأن الذي يحصل من تكرار العمرة مرتين للإنسان لنفسه فإن ذلك لا ينبغي، إلاّ إذا كانت لميت يحتاج لهذا الأمر فالعمرة يجوز الإنابة فيها.
وقال: "أما بالنسبة إلى من يعتقد أن العمرة أكثر من مرة فيها ثواب، بالعكس فإن ذلك سبب للازدحام، وربما يكون سبب لإحجام بعض عن أداء العمرة حتى لا يضيق على المسلمين فالمؤمن يجب أن يتفطن لما جاء به الشرع وألا يزيد فيما جاء فيه"، مؤكداً على أن ثواب العمرة العظيم في رمضان والتي نص عليها الشرع وأنها تعادل حجة كما ورد عن رسول الله لم يكن المقصود بها تكرارها أكثر من مرة، وإنما المقصود أخذها لمرة واحدة فقط، والرسول عليه السلام أدى العمرة أربع مرات في شهر ذي القعدة وقد توافقت متتالية. وأشار إلى أن السلبيات التي تحدث من بعض المعتمرين مثل النوم والافتراش في مكان يفترض فيه أن يكون للعبادة وهذا العمل غير لائق بالمسلمين، موضحاً أن الدولة تسعى لمكافحة هذه السلوكيات الخاطئة، كما يجب أن يتبع الجميع التنظيمات المعمول بها.
وقال إن بعض المعتمرين يقعون في أخطاء أثناء أدائهم للعمرة فهم لا يسألون قبل البدء في العبادة حتى يتجنبوا بعض الأخطاء التي قد تحدث، والتي وللأسف يكتشفوها بعد أن يسألوا عنها، وذلك بعد الانتهاء من أداء العمرة؛ فالمسلم ينبغي أن يكون عالما بالعبادة التي ينوي أداءها، فهو يفعل مثلما يفعل الناس من حوله.
مخالفات واضحة
وذكر "د. الجفن" على سبيل المثال بعض من تلك المخالفات تقصير الشعر للرجال قبل الإحلال؛ فبعضهم يأخذ من كل جانب ويحل عمرته، بل يجب أن يعم تعميماً ولو أخذ برأس الإبرة من كل شعرة، أو أن يحلق شعره كاملاً، وينبغي أن يطوف ويسعى سبعة أشواط كاملة، وبعضهم يبدأ من المروة قبل الصفا، وهناك من يطوف أربعة عشر شوطاً من الصفا إلى المروة على أساس أن الذهاب والإياب شوط واحد، ومحاولة الزحام وإزعاج المحيطين به عند الحجر الأسود من أجل تقبيله وهذا خطاء؛ فتحركات المسلم يجب أن تكون في جو من الطمأنينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق