كل عام وأنتم بخير ونحن غير، هذه كانت دعوتي في سجدتي عند حلول منتصف ليلة العيد الذي كتب علي أن أقضيه خارج بلادنا الحبيبة لأسباب صحية، لكنني متابعة يومية لأحداثنا المحلية، وكيف أهنأ بإقامتي وكيف استرجع قوتي وبلادي تعاني من زلازل التصريحات الوزارية التي باتت وأصبحت عادة محلية نتوارثها مثل الأكلات والحلويات الرمضانية وما نفعله في أيام العيد السنوية من إخصاء لكل التصريحات الملكية التي اصبحت ألعوبة في يد السلطات التنفيذية ، فما يأمر مليكنا الحبيب بأمر للحد من المشاكل الاستعمارية الوزارية لإيجاد حلول فورية شعبية إلا ونسمع الوزير المعني بهذه الأوامر يضع شروطا تعجيزية ليمحو وبسرعة البرق بابتسامة والفرحة الموسمية التي باتت تهطل علينا في مواسم الأعياد والأزمات الدولية، فها هو وزير الإسكان يضع كل العراقيل لما أمر به مليكنا الحبيب من إيجاد وإعطاء مساكن لكل من يفترش الطريق أو ينام في صندقة من حديد أو زريبة من صفيح ليصبح مدجنا لا هم له إلا لقمة خبز من شعير ونقطة سمن وعجينة التمر والفريك وهدمة العيد، وأصبح يلوح كما عادة الوزراء بلائحة طويلة لمن يستحق الإيواء في بيت وكأنه يدفع من جيبه ويبني من عرق جبينه ويضع الأحجار بسواعده لتصبح بيتا أنيقا يقي اللهيب والزمهرير لعوائل طال عليها الأمد ، وهي تمد يدها وتستميت لحد قيامها بالاستلاف من البنوك الربوية لأنه لا يوجد في بلادنا بنوك إسلامية تقرض من غير فائدة بنكية ، وهذا ما يعرفه الكل ومن ضمنهم شيوخنا الأفاضل الذين رأيناهم يقفون بالطابور للسلام على مليكنا الحبيب في العيد لأنهم في غنى عن البحوث الإسلامية لإيجاد الحلول الفورية لهذه الحالة الربوية لأنهم يقطنون القصور من غير تعب ولا نصب، ويمتطون السيارات الأصلية ويتمتعون بأطايب الطعام كما يلاحظ في مقاساتهم الكبيرة التي باتت ظاهرة للعيان، فما أن يتولوا منصبا حتى يتحولون من مقاس الغزلان إلى مقاس لا يوجد في الأسواق المحلية ، وهذا ما نهى عنه الرحمن وسيد الآنام بازدياد في الأرصدة البنكية وبالتالي أصبحوا من ذوي الأوزان العالية.
أما أصحابنا الوزراء فحكايتهم تصاحبها أساطير سندبادية ، فهم من فصيلة نادرة تدفعها الرياح السحرية ليصبحوا بين ليلة وضحاها من اصحاب الألقاب الرنانة والأرصدة الوفيرة ومن أصحاب الصوت الرخيم لأنهم يتلقون الدروس قبل اعتلاءهم المناصب في كيفية إدارة الشعوب والسيطرة على الحشود وهم قارئون ومتابعون ممتازون لكل ما يكتب في هذا المجال حتى يطيرون بسرعة أسطورية ليصلوا إلى المراتب العليا التي لا يفقهوا فيها شيئا إلا المعارضة الفعلية وسد الأبواب في وجه المواطنين وتوقيف كل الأوامر الملكية على من يستحق تفعيل هذه الأوامر وفي النهاية يمر الزمان ونحن جالسين منتظرين الفرج، من الواحد الأحد ليذهب الوزير ويحل مكانه آخر بنفس المواصفات ولكن بثوب آخر وغترة بعلامة أخرى وننسى المشكلة الأساسية وهي إسكان هذه الفئة الفقيرة ، كل هذا يصب في مصلحة من؟ وجواب معروف لا يحتاج إلى تفسير وسطور، ولكن أين الحلول لهذه الأنظومة التي باتت مثل الاسطوانة القديمة المشروخة تعيد نفسها، ونحن نماطل إلى أمد غير معروف ، وننشغل بمساعدات للصوما والسودان وبلاد الواق الواق وننسى أن في بلادنا يوجد قرى تبعد عن الحضارة مئات الكيلومترات وكأننا في صحراء ثمود وعاد ، نعيد وقلوبنا غلف وعيوننا مبصرة ولكنها لا ترى وآذاننا صاغية ولكنها لا تسمع نداء المحتاجين وعابري السبيل والذين لا يطلبون من الناس إلحافا احتراما لإنسانيتهم حتى لا يقال عنهم متسولون ، فكل عام وأنتم بخير وإن شاء الله نحن غير.
همسة الأسبوع
العيد هو عندما تشعر بأنك إنسان
العيد هو عندما نرى أوامر مليكنا في كل مكان
العيد هو الفرحة التي نريد أن نراها على محيا كل مواطن عندما ينال حقه واحترامه من كل ذي شأن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق