في كل وطن هناك حقوق للمواطن على الدولة وهو تطبيق الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان بكامل مواده و حقوق
للدولة على المواطن وهو احترام الأنظمة والقوانيين والولاء الكامل للوطن وحقوق
للمواطن على المواطن الآخر
وهو أحترام رأيه و فكره و حرية معتقده وحريته الشخصية .
بداية المواطنة هي وحدة الانتماء والولاء من قبل كل المكون السكاني في البلاد على اختلاف تنوعه العرقي والديني والمذهبي للوطن الذي يحتضنهم وأن تذوب كل خلافاتهم واختلافاتهم عند حدود المشاركة والتعاون في بناءة وتنميته والحفاظ على العيش المشترك فيه 0
فالمواطنة هي أنتساب جغرافي أي انتساب إلى ارض معينة وهناك اختلاف بين المواطنة والهوية فالهوية هي أنتساب ثقافي أي انتساب إلى معتقدات وقيم ومعايير معينة.وتعرف المواطنة من الناحية القانونية بأنها اكتساب جنسية بلد ما والتمتع بكامل حقوقها المدنية والسياسية وتأدية واجبات معينة.
ويعرف المواطن بأنه هو الشخص الذي يحمل جنسية بلد ما والتي تخوله التمتع بحقوق مدنية وسياسة مؤديا واجبات لازمة عليه تجاه المجتمع والدولة 0 وتعتبر المشاركة في الحياة العامة روح المواطنة وتتجسد من خلال ما يتاح للمواطن من حقوق وحريات أساسية وصونها وتثبيتها بنصوص قانونية تضمنها وتدافع عنها الدولة التي يحمل جنسيتها.
فالمواطنة من حيث المفهوم العام تتضمن ثلاث أسس الانتماء والحقوق والحريات والواجبات :ـــــ
الانتماء ويقصد بها الجنسية أي الحق بالدم أو الحق بالأرض أو الحق بالزواج أو الحق بالتجنيس0
الحقوق والحريات وهي مجمل ما اقره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الواجبات وتشتمل على واجبات المواطن تجاه دولته ومجتمعة وتشمل هذه الواجبات على احترام الأنظمة والقوانين و دفع الرسوم أو الضرائب والمحافظة على المرافق العامة والدفاع عن الوطن في زمن الحرب والسلم وأن يكون انتماء المواطن وولائه كاملين للوطن يحترم هويته ويؤمن بها وينتمي إليها ويدافع عنها بكل ما في عناصر هذه الهوية من ثوابت.
واجبات المواطن تجاه المواطنين وتشتمل على احترام حقوق الآخرين وحريتهم الخاصة واحترام آرائهم وحقهم بالاختلاف في الآراء والمعتقدات والدفاع عنها واحترام كرامتهم وتقديم العون والمساعدة لهم عند الحاجة0
أن المواطنة مفاعله أي تفاعل بين الإنسان المواطن وبين الوطن الذي ينتمي إليه ويعيش فيه وهي علاقة تفاعل لأنها علاقة طرفين وعليها العديد من الحقوق والواجبات 0
وحقوق المواطن تكافؤ الفرص وانتفاء التمييز في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية بسبب العرق أو اللون أو الطبقة أو المذهب أو الاعتقاد مع تحقيق التكافل الاجتماعي الذي يجعل الأمة سداً واحداً والشعب كياناً مترابطاً0
فلا مواطنة دون المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن المذهب أو النوع أو الأصل أو المنطقة 0
ولابد أن تتوفر نظم المتابعة والرقابة القانونية والسياسية والشعبية لكي يضمن التطبيق الفعلي للمواطنة يجب أن توجد القوانين القوية الرادعة المنفذة ضد كل من يستحقر و يستهزئ وفق العنصرية بأخيه المواطن الآخر ويتعالى عليه بسبب العرق(الأصل ) أو اللون أو المذهب أو الفكر أو المكان (المنطقة ) 0 فالعنصرية آفة وديدن المجتمعات المتخلفة أنها تكثر وتزداد عند المجتمعات المتخلفة فهي تكثر وتزداد عند المجتمعات البدائية التي لم تتحول إلى مجتمعات مدنية وتزداد في المجتمعات التي يطغى التعصب القبلي على المواطنة ومن ثم تصاب المواطنة بالهشاشة وبالتالي يكون ولاء القبيلة أكثر من الولاء للوطن وكذلك تزداد عند المجتمعات التي يطغى عليها التطرف الديني وفق امتلاك الحقيقة المطلقة و من ثم احتقار كل من لم يكن وفق هذا التوجه الراديكالي الأحادي0فالمواطنة هي خيار الدولة الحديثة والتعصب القبلي والمناطقي والتطرف الديني هو خيار الدولة الرجعية 0
لذا يجب إزالة كل الأسباب التي تجعل ولاء القبيلة أهم من ولاء الوطن عند بعض الأفراد 0
فلا بد من التفكير جليا من أجل تفعيل دور المواطنة لأنها هي الخيار الأمثل والنظرة الثاقبة للرؤية الاستشرافية للمستقبل 0 فالمواطنة هي الضمان الحقيقي لاستقرار الوطن وحمايته من الشرور والفتن مستقبلاً وإرساء أسس وقواعد الدولة الحضارية الحديثة المتينة التي تبنى وفق إستراتيجية متكاملة للمواطنة تبدأ من صغار السن بالمدارس ويكون هدف هذه الإستراتيجية تفعيل وتعزيز المواطنة بالوطن 0
ومن الناحية النظرية يشير مفهوم المواطنة إلى ثلاث جوانب فهو يتضمن
أولاً:علاقة قانونية هي علاقة الجنسية وهي علاقة بين الفرد والدولة بمقتضاها تسبغ الدولة جنسيتها على عدد من الإفراد وفقا للقوانين المنظمة لذلك0
ثانياً:علاقة سياسية تشمل الحقوق والحريات والواجبات ومفهوم المواطنة مرتبط ارتباطا وثيقاً بالمشاركة في الحياة العامة.
ثالثاً:علاقة معنوية وعاطفيه ترتبط بحب الوطن والولاء لمعطياته ورموزه من لغة وتاريخ وثقافة والمواطنة هي انتماء الإنسان إلى بقعة أرض وأن روح الديمقراطية هي المواطنة0
أن دعم المواطنة يتم عن طريق المناهج التعليمية ويتم ذلك عن طريق تأليف وإصدار المناهج التعليمية التي تدعم المواطنة وترسخها وتعززها على مستوى الوطن كذلك لابد من أن تُدرس حقوق الإنسان في المدارس كذلك لا بد من التأكد بأن الحقيقة في غير الله ليست مطلقة ومن الطبيعي أن تختلف آراء الناس حسب اختلاف مداركهم ومصالحهم ومن الضروري أن يتسامح الناس عن اختلافهم وأن يتوسطوا في مواقفهم حتى يتمكن المجتمع من الاستمرار والتقدم والتطور عن طريق الحوار وليس الخلاف والكراهية والحقد والصراع الدموي 0
إن التعليم يجب أن يتمتع به الجميع مهما كانت الفوارق بينهم بالتساوي وفق مبدأ المساواة وأن تكون المناهج موحدة وخاصة المنهج العام للتعليم الأساسي0
ويجب أن تتخذ الوسائل التي تساعد على تعميق الشعور بالانتماء الوطني وإظهار التكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
أن إهمال تفعيل المواطنة لدى المواطن هي أداة لضعف الانتماء الوطني وأداة للتشرنق والانغلاق والتعصب القبلي والتطرف وأداة للعنصرية من قبل بعض المتخلفين ومن يريدون الظهور والبروز على حساب المواطن والوطن.
إن تحول جميع أبناء الوطن إلى المجتمع المدني ومن ثم استحداث وافتتاح المزيد من مؤسسات المجتمع المدني كفيل بدعم المواطنة وأداة لتعميق الشعور الحقيقي بالانتماء الوطني للوطن0
يجب أن يتعلم الفرد المواطنة والمشاركة في المؤسسة التعليمية منذ نعومة أظفاره بشرط أن يتاح لهم الحوار والاختلاف في الأفكار والجدل البناء.
إن الحفاظ على المرافق العامة والنظافة في الوطن جزء من واجبات المواطن تجاه وطنه وعندما يزداد تخريب المرافق العامة والصيد الجائر وتدمير الغطاء النباتي الصحراوي وفق الاحتطاب الجائر والتلوث البيئي وزيادة التصحر ومخالفة القوانين والأنظمة وتمهل النظافة من قبل المواطن يكون هناك خلل في المواطنة لدى المواطن0
لذا لابد من إيجاد الأسس التي تدعم المواطنة لدى المواطن بشكل متكامل وكامل وذلك وفق رؤى ودراسات إستراتيجية بحثية وإيجاد الحلول القابلة للتطبيق بشكل سريع وزمن قصير0إن الخيار الأمثل هو خيار دولة المواطنة فهو خيار الحاضر والمستقبل المشرق خيار يتسم ببعد النظر والرؤية الإستشراقية لمستقبل الوطن وفق أسس ونظم حديثة0
أن العنصر الأساسي في مفهوم المواطنة هو الانتماء الذي لا يمكن أن يتحقق بدون تربية المواطنية فهي ضرورية لتحقيق المواطنة 0
فيترتب على المواطنة ثلاثة أنواع رئيسية من حقوق وحريات التي يجب أن يتمتع بها جميع المواطنين في الدولة دون تمييز في أي نوع ولا سيما التمييز بسبب العنصر أو اللون أو اللغة أو المذهب أو أي نوع آخر وهذه الحقوق هي حقوق مدنية وحقوق سياسية وحقوق اقتصاديه واجتماعية وثقافيه 0
أن الإنسان الوطني هو الغيور على بلده يضحي في سبيله ويحميه ويبذل من أجله دمه لأنه عنده يعني العرض والشرف والعزة والناس دأبت بالفطرة على أن يحموا مواطنهم وحتى الطيور والحيوانات لها مواطن تدافع عنها وتذود وتقاتل حتى الموت والحكمة فأن كثير من الحيوان والطير لا يتناسل إذا انتزع من موطنه وقيل في ذلك إن الكائن يتأقلم فسيولوجياً مع بيئة الموطن فإذا تغيرت البيئة اضطرب جسمه للتغير فسيولوجياً واختلت إفرازاته الغددية فلا يرغب ولا يشتهي ولا يتناسل ويذهب الكثيرون من أهل الفلسفة والعلم إلى بيان الأثر النفسي للعيش في الوطن أو الاضطرار إلى تركه وفي الوطن يرقد الموتى من الجدود وكل كائن مفطور على الانتساب للوطن فالوطن هو الجذور0
أن تحقيق دولة المواطنة كفيل بتقوية الضمير لدى الإنسان تجاه وطنه وبالتالي يحترم أنظمة وقوانين وطنه ومن ثم تنحسر الجرائم ومخالفة القوانين بالوطن والحفاظ على مكونات الوطن البيئية الحيوية و اللا حيوية والحفاظ على مرافق الوطن وعدم ارتكاب الأفعال التي تسيء وتضر بالوطن كالإرهاب وغيره من الأفعال المشينة 0
وعندما يعي المواطن ويعيش وفق مفهوم المواطنة يزداد هاجسه تجاه حب و رقي وطنه وتطوره في مختلف المجالات ويكون ضميره صلداً قوياً سداً منيعاً ضد كل من يسيء لوطنه 0 أخيراً وليس آخراً فليكن خيارنا دولة المواطنة0
عمر فوزان الفوزان
http://menber-alionline.info/forum.php?action=view&id=6131
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/b001.html
الجمعة، 23 نوفمبر، 2012
الفهم والإتفاق والتطبيق قبل الشعارات .المستغلة .
محمد الرطيان
الأربعاء 21/11/2012
تقول: (أمن الوطن مسؤولية الجميع).
لا بد أنها مرّت عليك - أيها القارئ العربي- ذات
يوم، أو قالها لك أحدهم في لحظة حماسية!
وربما سبق لك ترديدها دون فحصها بشكل جيّد، فالعرب
يُحبّون العبارات الرنّانة/ الحماسية.. خاصة إذا كانت تحتوي
على مفردة (وطن)!
حسنًا، لنتفق على صواب هذه العبارة، وواقعيتها، ونعلن
إيماننا بها، ولكن: هل (الجميع) يتفقون على حجم وشكل
ونوع هذه (المسؤولية)؟..
سيأتي شخص من اليسار ليقول إن (أمن الوطن) يكمن في
القضاء على اليمين وأفكاره.
وسيأتي شخص آخر من اليمين ليقول إن (أمن الوطن) هو في
محاربة اليسار والقضاء عليه.
وسيأتي ثالث ليقول لك إن (أمن الوطن) يكمن في القضاء
على الاثنين!
وسيأتي من يقول إن من أمن الوطن الحفاظ على الأمن
الفكري، ولهذا سنمنعك من التفكير في هذه المسألة حفاظًا
على الأمن الفكري من أفكارك المشبوهة!
وسيأتي من يظن أن (أمن الوطن) هو أمنه الشخصي.. فقط.
وستأتي فئة تُحذِّرك من الفئة الأخرى المختلفة عنها مذهبيًا
ومناطقيًا وفكريًا.
وسيأتي مَن يُفاوضك فيما تكتبه ويطالبك بشطب بعض القول:
لأن (الوضع الراهن) يُلزمنا بتأجيل بعض المسائل وعدم
مناقشتها في هذا (التوقيت الدقيق) الذي تمر به الأمة حفاظًا
على (أمنها الوطني)!
ستصل إلى هذه النتيجة:
لا تعلم من هم (الجميع) المقصودين في العبارة الطيبة/
المثالية؟
لا تعرف ما هي حدود، وحجم مسؤوليتك في كلمة
(مسؤولية)؟!
لا تعرف ما المقصود تحديدًا بـ(أمن الوطن).. ومِن مَن؟!..
وضد مَن؟!
ستكتشف في النهاية أنها عبارة بلا معنى، وأنها تشبه الكثير
من الأغاني - التي تُسمى - الوطنية!
الأجمل..
لو كانت العبارة بهذا الشكل: (أمن المواطن مسؤولية
الجميع)..
لأنك لن تحصل على وطن آمن دون وجود هذا المواطن الآمن:
آمن في منزله، في الشارع، في رزقه، في خياراته، في تعبيره
وكلماته وأفكاره، في حصوله على حقوقه كاملة، في قبوله
ورفضه للأشياء، في أحلامه.. آمن في كل شيء، ومن أي
شيء.
ضع قانونًا يتساوى أمامه الجميع ويحميهم من الظلم حتى من
بعضهم البعض. نفس الفرص تمنح للجميع. نفس الحقوق لهم
والواجبات عليهم جميعًا.. وبعدها، هاتوا عبارة (أمن الوطن
مسؤولية الجميع) وما يأتي على وزنها من عبارات حماسية.
لا قيمة لوطن، ولا أمن.. دون مواطن حر وآمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق