باحث سعودي يهاجم «التعليم العالي» لتضخيمها منجزات «الابتعاث»
الرياض - «الحياة»
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٣
شنّ باحث ومدون سعودي هجوماً على وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، مبرزاً تناقض تصريحاتها عن العدد الفعلي للمبتعثين السعوديين، متهماً موظفي ملف الابتعاث في وزارة التعليم العالي بما سمّاه «التورط في الاستعراض وتضخيم المنجزات إعلامياً».
وقال الباحث محمود عبدالغني صباغ: «إنهم يعبّرون في ذلك عن ذهنية ريعية قاسية وصريحة». وطالب الباحث بسحب ملف الابتعاث من وزارة التعليم العالي، وإسناده إلى مؤسسة مستقلة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين. وقال: «إن مشروع الابتعاث بحاجة إلى قيادات لا بيروقراط، وبحاجة إلى أصحاب رؤية خلاقة لا مسيَّري معاملات». وأوضح صباغ في مقالة نشرها على مدوّنته بعنوان: «جناية الذهنية الريعية على مشروع الابتعاث» (الأربعاء) الماضي، أن الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن صرّحت في 3 آب (أغسطس) 2012 بأن عدد المبتعثين وصل إلى 64 ألفاً في الولايات المتحدة. وصرّحت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بأن العدد يصل إلى 92 ألفاً. لكنها في 18 كانون الثاني (يناير) 2013 صرحت بأن العدد يقارب 66 ألفاً. وذكر صباغ أن إحصاءات معهد التعليم الدولي - وهي جهة غير ربحية متخصصة بإحصاء الطلاب الأجانب في أميركا - تفيد بأن عدد الطلاب السعوديين في أميركا من المبتعثين والدارسين على نفقتهم الخاصة لا يتجاوز 34139 طالباً (42 في المئة منهم في التعليم الجامعي، و18 في المئة دراسات عليا، و38.7 في المئة يدرسون اللغة، و1.3 في المئة في برامج تدريب بعد التخرج).
وأضاف أن هذا الرقم يضع المبتعثين والطلاب السعوديين في المرتبة الرابعة في أميركا لجهة العدد، بعد الصين والهند وكوريا الجنوبية. واتهم مسؤولي الابتعاث لدى وزارة التعليم العالي بالجري وراء تضخيم عدد المبتعثين على حساب الكيف، وممارسة ذلك باعتباره «أداة امتصاص واستقطاب، كأن غاية المشروع انخراط أكبر عدد من الطلاب، وتسريع حقنهم كيفما اتفق، من دون تخطيط أو دراية».
وانتقد الباحث في السياق نفسه الركون إلى المعايير الإعلامية للنجاح في تقويم حال الأكاديميا المحلية، «حيث أهمية عدد الجامعات لا نوعيتها، وعدد المقبولين في الجامعات سنوياً، لا قدراتهم التنافسية بعد التخرج، وترتيب الجامعات ومراكزها في التصنيف العالمي عبر تلبية شروط تحسين المراكز على وجهها الشكلاني لا الجوهري».
وتساءل صباغ: «كم عدد الطلاب السعوديين في جامعات النخبة الأميركية؟» وأجاب: «إن النظر إلى عدد الطلاب السعوديين المنخرطين في جامعات الطليعة في أميركا يؤكد الإخفاق في استغلال فرص مشروع الابتعاث».
وذكر أن عددهم في أعلى خمس جامعات أميركية تصنيفاً (وهي جامعات برنستون وهارفارد وكولومبيا ويال ومعهد ماساشوسيتس للتقنية) 76 طالباً سعودياً فقط، و«هو رقم متواضع جداً كنسبة مئوية من إجمالي الطلاب السعوديين في أميركا، ولا يزيد على 0.22 في المئة من إجمالي عددهم هناك». وأوضح أن ذلك الرقم «خجول» بالمقارنة مع عدد طلاب دول إقليمية مجاورة للسعودية مثل تركيا (367 طالباً) وباكستان (160 طالباً) وإيران (106 طلاب). وقال إنه لا يوجد أي مبتعث سعودي في الجامعة الأولى أميركياً وهي برنستون، وهناك 19 مبتعثاً في هارفارد، 9 منهم يدرسون طب الأسنان واثنان يدرسان القانون، ولكن لا يوجد أي سعودي في كلية كنيدي للإدارة الحكومية في هارفارد، «على رغم حاجتنا الماسة إلى قيادات مستقبلية في هذا التخصص المعضلة». وطالب صباغ بتجسيد إرادة خادم الحرمين الشريفين في الأعوام الخمسة المقبلة التي تم تمديدها من مراحل البرنامج لتحقيق التطلعات الشعبية المرتبطة به، بأقصى صور الاستفادة. وقال: «نحن بحاجة إلى من يخلق إطاراً معرفياً وحضارياً قادراً على أن يعود على الوطن في غضون أعوام بخريجيــن يحفلـون بأعلى هوامش القيادة والكفاءة، يكوّنوا خمائر التغيير وأعمدته».
وأضاف: «نريد من يضاعف أعداد المقبولين في كليات العلوم التطبيقية والطبية والإنسانية والفنون في كل جامعات ومعاهد النخبة والصف الأول. نريد معاملة مفصّلة فردياً لكل طالب متفوق لا يطيق عقم الإجراءات الإشرافية، ولا يجدر به الدخول في دواماتها. نريد جهاز ابتعاث يصنع تحالفات وشراكات وبرامج أكاديمية وبحثية وفنية ووظيفية وصناعية وعلى مستوى الابتكار التجاري والتقني ويخلق الصيغ التي تمنح كل مبتعث يذهب إلى أميركا فرصة امتصاص أكبر قدر من الخبرات والتجارب والأطر وشبكات العلاقات أثناء الدراسة وبعدها من سنوات التدريب».
وقال الباحث محمود عبدالغني صباغ: «إنهم يعبّرون في ذلك عن ذهنية ريعية قاسية وصريحة». وطالب الباحث بسحب ملف الابتعاث من وزارة التعليم العالي، وإسناده إلى مؤسسة مستقلة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين. وقال: «إن مشروع الابتعاث بحاجة إلى قيادات لا بيروقراط، وبحاجة إلى أصحاب رؤية خلاقة لا مسيَّري معاملات». وأوضح صباغ في مقالة نشرها على مدوّنته بعنوان: «جناية الذهنية الريعية على مشروع الابتعاث» (الأربعاء) الماضي، أن الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن صرّحت في 3 آب (أغسطس) 2012 بأن عدد المبتعثين وصل إلى 64 ألفاً في الولايات المتحدة. وصرّحت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بأن العدد يصل إلى 92 ألفاً. لكنها في 18 كانون الثاني (يناير) 2013 صرحت بأن العدد يقارب 66 ألفاً. وذكر صباغ أن إحصاءات معهد التعليم الدولي - وهي جهة غير ربحية متخصصة بإحصاء الطلاب الأجانب في أميركا - تفيد بأن عدد الطلاب السعوديين في أميركا من المبتعثين والدارسين على نفقتهم الخاصة لا يتجاوز 34139 طالباً (42 في المئة منهم في التعليم الجامعي، و18 في المئة دراسات عليا، و38.7 في المئة يدرسون اللغة، و1.3 في المئة في برامج تدريب بعد التخرج).
وأضاف أن هذا الرقم يضع المبتعثين والطلاب السعوديين في المرتبة الرابعة في أميركا لجهة العدد، بعد الصين والهند وكوريا الجنوبية. واتهم مسؤولي الابتعاث لدى وزارة التعليم العالي بالجري وراء تضخيم عدد المبتعثين على حساب الكيف، وممارسة ذلك باعتباره «أداة امتصاص واستقطاب، كأن غاية المشروع انخراط أكبر عدد من الطلاب، وتسريع حقنهم كيفما اتفق، من دون تخطيط أو دراية».
وانتقد الباحث في السياق نفسه الركون إلى المعايير الإعلامية للنجاح في تقويم حال الأكاديميا المحلية، «حيث أهمية عدد الجامعات لا نوعيتها، وعدد المقبولين في الجامعات سنوياً، لا قدراتهم التنافسية بعد التخرج، وترتيب الجامعات ومراكزها في التصنيف العالمي عبر تلبية شروط تحسين المراكز على وجهها الشكلاني لا الجوهري».
وتساءل صباغ: «كم عدد الطلاب السعوديين في جامعات النخبة الأميركية؟» وأجاب: «إن النظر إلى عدد الطلاب السعوديين المنخرطين في جامعات الطليعة في أميركا يؤكد الإخفاق في استغلال فرص مشروع الابتعاث».
وذكر أن عددهم في أعلى خمس جامعات أميركية تصنيفاً (وهي جامعات برنستون وهارفارد وكولومبيا ويال ومعهد ماساشوسيتس للتقنية) 76 طالباً سعودياً فقط، و«هو رقم متواضع جداً كنسبة مئوية من إجمالي الطلاب السعوديين في أميركا، ولا يزيد على 0.22 في المئة من إجمالي عددهم هناك». وأوضح أن ذلك الرقم «خجول» بالمقارنة مع عدد طلاب دول إقليمية مجاورة للسعودية مثل تركيا (367 طالباً) وباكستان (160 طالباً) وإيران (106 طلاب). وقال إنه لا يوجد أي مبتعث سعودي في الجامعة الأولى أميركياً وهي برنستون، وهناك 19 مبتعثاً في هارفارد، 9 منهم يدرسون طب الأسنان واثنان يدرسان القانون، ولكن لا يوجد أي سعودي في كلية كنيدي للإدارة الحكومية في هارفارد، «على رغم حاجتنا الماسة إلى قيادات مستقبلية في هذا التخصص المعضلة». وطالب صباغ بتجسيد إرادة خادم الحرمين الشريفين في الأعوام الخمسة المقبلة التي تم تمديدها من مراحل البرنامج لتحقيق التطلعات الشعبية المرتبطة به، بأقصى صور الاستفادة. وقال: «نحن بحاجة إلى من يخلق إطاراً معرفياً وحضارياً قادراً على أن يعود على الوطن في غضون أعوام بخريجيــن يحفلـون بأعلى هوامش القيادة والكفاءة، يكوّنوا خمائر التغيير وأعمدته».
وأضاف: «نريد من يضاعف أعداد المقبولين في كليات العلوم التطبيقية والطبية والإنسانية والفنون في كل جامعات ومعاهد النخبة والصف الأول. نريد معاملة مفصّلة فردياً لكل طالب متفوق لا يطيق عقم الإجراءات الإشرافية، ولا يجدر به الدخول في دواماتها. نريد جهاز ابتعاث يصنع تحالفات وشراكات وبرامج أكاديمية وبحثية وفنية ووظيفية وصناعية وعلى مستوى الابتكار التجاري والتقني ويخلق الصيغ التي تمنح كل مبتعث يذهب إلى أميركا فرصة امتصاص أكبر قدر من الخبرات والتجارب والأطر وشبكات العلاقات أثناء الدراسة وبعدها من سنوات التدريب».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق