السبت، 1 يناير 2011

أشهر ( لا ) .. !! أنها فاتنة



 أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا.
 drdg.jpg
في أحد أمسيات شهر ديسمبر عام 1955 الباردة جمعت
(روزا باركس) ذات البشرة السمراء
والتي تعمل خياطة حاجياتها وتجهزت للعودة إلى بيتها بعد يوم من العمل الشاق المضني ،
مشت روزا في الشارع تحتضن حقيبتها مستمدة منها بعض الدفء اللذيذ .

التفتت يمنة ويسرة ثم عبرت الطريق ووقفت تنتظر الحافلة كي تقلها إلى وجهتها ،
وأثناء وقوفها الذي استمر لدقائق عشر كانت (روزا) تشاهد في ألم منظر مألوف في أمريكا آنذاك ، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض ! .

لم يكن هذا السلوك وقتها نابعا من روح أخوية ، أو لمسة حضارية ،
 بل لأن القانون الأمريكي آنذاك كان يمنع منعا باتا جلوس الرجل الأسود وسيده الأبيض واقف .
http://dc11.arabsh.com/i/02189/jye1k0inexev.gif
حتى وإن كانت الجالسة امرأة سوداء عجوز وكان الواقف شاب أبيض في عنفوان شبابه ،
فتلك مخالفة تُغرم عليها المرأة العجوز !! .

وكان مشهورا وقتها أن تجد لوحة معلقة على باب أحد المحال التجارية أو المطاعم مكتوب عليها
( ممنوع دخول القطط والكلاب والرجل الأسود) !!! .

كل تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب (
روزا) بحالة من الحزن والألم .. والغضب .

فإلى متى يعاملوا على أنهم هم الدون والأقل مكانة ...

لماذا يُحقرون ويُزدرون ويكونوا دائما في آخر الصفوف ، ويصنفوا سواء بسواء مع الحيوانات .

وعندما وقفت الحافلة استقلتها (
روزا) وقد أبرمت في صدرها أمرا .

http://dc11.arabsh.com/i/02189/xwikcplq7oi8.jpg
قلبت بصرها يمنة ويسرة فما أن وجدت مقعدا خاليا إلا وارتمت عليه وقد ضمت حقيبتها إلى صدرها
وجلست تراقب الطريق الذي تأكله الحافلة في هدوء .

إلى أن جاءت المحطة التالية ، وصعد الركاب وإذ بالحافلة ممتلئة ،
وبهدوء اتجه رجل ابيض إلى حيث تجلس (روزا) منتظرا أن تفسح له المجال ، لكنها ويا للعجب !!
نظرت له في لامبالاة وعادت لتطالع الطريق مرة أخرى !!!.

ثارت ثائرة الرجل الأبيض ،
واخذ الركاب البيض في سب (روزا) والتوعد لها إن لم تقم من فورها وتجلس الرجل الأبيض الواقف .

http://dc11.arabsh.com/i/02189/3m74plaaiwvq.jpg
لكنها أبت وأصرت على موقفها ،
 فما كان من سائق الحافلة أمام هذا الخرق الواضح للقانون إلا أن يتجه مباشرة إلى الشرطة
كي تحقق مع تلك المرأة السوداء التي أزعجت السادة البيض !!! .

http://dc11.arabsh.com/i/02189/lzbvvfuh7303.jpg
وبالفعل تم التحقيق معها وتغريمها 15 دولار ، نظير تعديها على حقوق الغير !! .

وهنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا ، ثارت ثائرة السود بجميع الولايات ، وقرروا مقاطعة وسائل المواصلات ، والمطالبة بحقوقهم كبشر لهم حق الحياة والمعاملة الكريمة .

استمرت حالة الغليان مدة كبيرة ، امتدت لـ 381 يوما ، وأصابت أمريكا بصداع مزمن .

وفي النهاية خرجت المحكمة بحكمها الذي نصر 
روزا باركس في محنتها. وتم إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .

http://dc11.arabsh.com/i/02189/t24l18gzcffw.jpg
وفي 27 أكتوبر من عام 2001، بعد مرور 46 سنة على هذا الحادث ،
تم إحياء ذكرى الحادثة في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن السيد ستيف هامب،
مدير متحف هنري فورد في مدينة ديربورن في ميتشيغن عن شراء الحافلة القديمة المهترئة
من موديل الأربعينات التي وقعت فيها حادثة السيدة روزا باركس
التي قدحت الزناد الذي دفع حركة الحقوق المدنية في أمريكا للاستيقاظ، بحيث تعدَّل وضع السود.
http://dc11.arabsh.com/i/02189/821vw4b1p57f.jpg

وقد تم شراء الحافلة بمبلغ 492 ألف دولار أمريكي.

و بعد أن بلغت 
روزا باركس الثمانين من العمر،
تذكر في كتاب صدر لها لاحقاً بعنوان القوة الهادئة عام 1994 بعضا مما اعتمل في مشاعرها آنذاك
فتقول : «في ذلك اليوم تذكرت أجدادي وآبائي، والتجأت إلى الله ، فأعطاني القوة التي يمنحها للمستضعفين
http://dc11.arabsh.com/i/02189/co5lh5ivcf8g.jpg

و في 24 أكتوبر عام 2005 احتشد الآلاف من المشيعين
الذين تجمعوا للمشاركة في جنازة روزا باركس رائدة الحقوق المدنية الأمريكية التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاما.

يوم بكى فيه الآلاف وحضره رؤساء دول ونكس فيه علم أمريكا، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها

بأحد مباني الكونجرس منذ وفاتها حتى دفنها وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.

ولم يحظ بهذا الإجراء سوى 30 شخصا منذ عام 1852، ولم يكن منهم امرأة واحدة.

ماتت وعلى صدرها أعلى الأوسمة ، فقد حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد .

وفوق هذا وسام الحرية الذي أهدته لكل بني جنسها عبر كلمة (
 لا ) ..
أشهر (
  لا ) في تاريخ أمريكا ..

كل حدث تاريخي جلل .. وكل موقف كبير مشرف ،
كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بـ ( المستحيل ) ! .
250px-Rosaparks.jpg
روزا لويس باركس - (عاشت بين 4 فبراير 1913- 24 أكتوبر 2005)
فكيف يصبح المرء منا شخصية مبادرة ؟
كيف يمكن أن نصنع بأيدنا العالم الذي نحيا فيه ؟
       
  (من بريدي )

محمد الرطيان
الـ ( لا ) حروفها أقل من الـ ( نعم ) .. وتكلفتها أكبر !
(1)
في الخرطوم – في مؤتمر القمة الرابع – قال العرب (لاءاتهم ) الثلاث الشهيرة :
لا صلح ، لا اعتراف ، ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي.
اثبت التاريخ أن ( لا لا يا الخيزرانة بالهوى ميلوكي ) أقوى ، وأكثر ثباتا ً ، وأطول عمرا ً
من ( لاءات ) الساسة العرب !
(2)
أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا ، هذه الـ ( لا ) التي قالتها امرأة سوداء حُرة في وجه رجل ابيض .
كانت « روزا باركس « تعيش في ذلك الزمن الذي يُكتب فيه على واجهات بعض المطاعم عبارة ( يُمنع دخول السود ) .. وفي الحافلات العامة عندما يأتي رجل أبيض ولا يجد مقعداً فارغاً .. يتجه إلى أحد السود ليقوم من مكانه ويجلس بدلا ً منه ! .. كانت « روزا « تشعر بالقهر من هذا المشهد .
في ليلة من ليالي أيلول الباردة من عام 1955م وبعد ساعات من العمل المضني في محل الخياطة خرجت « روزا باركس « إلى موقف الحافلات لتتجه إلى منزلها .. صعدت إلى الحافلة التي لم تمتلئ بعد بالركاب .. جلست على أقرب كرسي .. بعد محطتين أو ثلاث امتلأت الحافلة .. أتى أحد الركاب البيض .. تلفت حوله .. لم يجد أي كرسي فارغ .. و – كالعادة – اتجه صوب امرأة سوداء – روزا باركس – وطالبها بالنهوض من مكانها ليجلس بدلا ً منها .. ولحظتها قالت ( لاءها ) العظيمة .. صرخ جميع الركاب البيض في وجهها وشتموها وهددوها .. قالت : لا . توقف سائق الحافلة وطالبها بالنهوض من مكانها .. قالت : لا . اتجه السائق إلى أقرب مركز شرطة ، وتم التحقيق معها ، وغرمت 15 دولارا ً نظير تعديها على حقوق البيض !!
من هذه الـ ( لا ) اشتعلت لاءات السود في كافة الولايات ، وتضامنا مع « روزا باركس « بدأت حملة لمقاطعة كل وسائل المواصلات واستمرت حالة الغليان والرفض وامتدت لـ (381) يوما ً إلى أن حكمت إحدى المحاكم لـ « روزا باركس « .. وتم إلغاء الكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .
من خلال هذه الـ ( لا ) الرائعة الحرة تغيّرت أوضاع السود .
من خلال هذه الـ ( لا) استطاعت هذه المرأة أن تحافظ على ( مقعد ) في حافلة صغيرة ، لتستمر حركة الحقوق المدنية ، وبعد نصف قرن يأتي ابن بشرتها السوداء لينتزع أكبر ( مقعد ) في الولايات المتحدة !
في أكتوبر عام 2005م توفيت « روزا باركس « عن عمر يناهز 92 عاما ، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونغرس في إجراء لم يحظ به سوى (30) شخصا منذ عام 1852م ، وفي حياتها مُنحت أعلى الأوسمة .. ولكنها – قبل هذا – منحت نفسها الوسام الذي لا يستطيع أي أحد أن يمنحه لك .. سواك : وسام الحرية .. عندما قالت ( لاءها ) الحرة العظيمة .
(3)
قمت بإجراء استبيان ( على نفسي طبعا ً ! ) لمعرفة إجابة هذا السؤال :
ما هي أشهر ( اللاءات ) السعودية ؟.. وكانت النتيجة كالتالي:
ـ ( لا عاد تعودها ) .
ـ ( لا تردين الرسايل / ويش أسوي بالورق ؟ )
ـ ( لا يوجد سرير ، لا توجد وظائف ، لا يوجد مقعد ، لا يوجد ترسيم ، لا يوجد برسيم ، ...... )
والكثير من اللاءاااات الرائعة .. المروعة !
(4)
وفي الختام ، اهدي هذا البيت من الشعر لكافة المواطنين العرب ، والذي كأنه كـُتب لهم ، ليصف حالتهم المستعصية :
ما قال (لا) قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت (لاءه) : نعم !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق