الثلاثاء، 17 أبريل 2012

حرمة وأنت بكرامة



حرمة وأنت بكرامة 



المرأة في عقل الرجل الخليجي والبدوي تحديدًا مرتبطة بالعار 


والدونية؛ فهي سبب البلايا الظاهرة والباطنة!!

والغريب أنّ شاعرهم يتغزل بها، ويقول أجمل الصور والتعابير 



عنها عاشقًا ومتيمًا، ربما ليحظى بالشهرة والانتشار، بل 




وليسوق لنفسه وينال العطايا متكئًا عليها كمحور لقصائده 


وكعنصر جذب!!

أي تناقض هذا في تركيبته النفسية؟!




(البارحة يوم الخلايق نياما --- بيحت من كثر البكا كل مكنون)


رائعة نمر بن عدوان الفارس، عقيد قومه وشيخهم، التي نعى فيها 


حبيبته وزوجته أم أولاده، وقصته باختصار أنه كان يملك 




فرسًا لا مثيل لها، وذات ليلة تذكرت زوجته بعد أن نام أنها 


نسيت 


أن تسقي الفرس، فانسحبت بهدوء من فراشها 


لتسقيها، وفي ذروة انشغالها سمع نمر همهمة الفرس، فظن أنّ 


أحدًا 


يريد سرقتها فحمل بندقيته، وأطلق عليها النار 




ليكتشف أنه قتل حبيبته، وقال فيها مرثيات رددها القاصي 


والداني، 


ومات بعد سنين كمدًا وحزنًا بعد أن اعتزل الناس.

أزيدكم من الشعر أبياتًا، فالفارس البدوي ينتخي بها أختًا أو أمًا  



أو 


حتى زوجة في أكثر لحظاته سخونة، كالغزوات مثلاً؛ 


ليقول لخصمه وهو يسدد السيف أو الرمح أو حتى الرصاصة 


لصدره مفتخرًا (خذها وأنا أخو فلانة، أو خذها وأنا أبو فلانة)!!

تناقض يبعث على التساؤل.

ما دامت لها كل هذه القيمة؛ لماذا يردد في مجالس الرجال عندما 



ترد في السياق عبارة (حرمة وأنت بكرامة)؟!!

ينتقيها من أرفع البيوت شأنًا وسمعة ويحرص على ذلك.

يضرب المثل بالمرأة التي تسد بالمواجيب إذا غاب الرجال في 



السفر أو الغزوات، ومع ذلك فهي في المنزلة الأدنى عندما 


ترد في سياق الحديث ومصدر العار!!


والعبارة دائمًا (حرمة وأنت بكرامة)؛ الحريم عبارة أو مسمى 


انتشر في قصص التاريخ الحافل بالجواري والإماء اللائي كانت 


تعج بهن القصور!

ولذلك يرددها البعض انتقاصًا من قدرها، في الوقت الذي يحمل 



فيه 


روحه على كفه؛ لينال منها نظرة رضا وإعجاب. فأي 


منطق هذا الذي يدفع البعض لترديد (حرمة وأنت بكرامة؟!!).


قلم / سلامة الزيد

http://www.sayidaty.net/article-view.php?aid=12764&cid=75
***************************************
أطلقوه من عنانه

بدون المرأة يكون الرجال أكثر وحشية، 

وجلافة، وكرهًا للحياة... أستشعر صدق 

هذه الصورة في الكثير من الحكايات 

اليومية التي يرى من نسجوا خيوطها أنّ 

المرأة ضلع من الشيطان، ولعنة على 

الرجل تدفعه إلى الغواية، والوقوع في 

المعاصي إلى الحد الذي أصبح فيه الاحتكاك بأي مذكر عند 

البعض وقوع في 

المحرم حتى الجدار، وهذه قالها المخالفون على سبيل التندر.


هذا العزل حتى في إطار العائلة الممتدة أعطى الكآبة مساحة أكبر 

في بعض 

المجتمعات، وانعكس على الشخصية والسلوكيات والطباع.

قناعتي الشخصية أنّ كل واحد منا في داخله إنسان رقيق، ومحب 

للحياة والجمال، وهو بسلوكه وقناعاته إما أن يطلقه في فضاء 

الكون؛ ليمنحه إشعاعًا وبهجة وإنتاجية، وإما أن يخنقه ويمارس 

عليه شتى صنوف الكبت ليبقى منزويًا في ركن مظلم؛ بدعوى 

الحرص على الفضيلة، مع أنّ الفضيلة لا تتكون وتنمو إلا في بيئة 

صحية، وهذه الأخيرة تجدها في السلوكيات والأفكار السوية 

المنطلقة في فضاء رحب مملوء بالأكسجين.

البعض يتصور أنّ خشونة الصحراء وقسوتها هي المؤثر في طباع 

أهلها، وبالتالي فليس بالإمكان أفضل مما هو كائن، وهو تصور 

تنقضه 

أروع حكايات الحب العذري المضمخ بعطر القصائد التي مازلنا 

نرددها، ولم يكن ميدانها جزر الكناري ولا واق الواق، بل أكثر 

الصحاري 

وحشة ووحشية.

ليتنا فقط تساءلنا: لماذا تحول مهند إلى شخصية جاذبة للمرأة 

السعودية تحديدًا، ومن السعوديين من يفوقه وسامة ورجولة؟!!

باختصار لأنّ العاطفة الحميمية ولغة الخطاب الشاعرية إحساس 

تبحث عنه من تفتقده، وتتعلق به حتى لو من خلال شخصية 

درامية... مع أنّ حقيقة سلوك الرجل التركي عنيفة جدًا!!

فقط علينا أن نتتبع حقيقة وواقع السلوك اليومي داخل الأسرة 

الواحدة، والذي ينعكس على شخصية كل فرد، وبالتالي تأثيره على 

المجتمع، وعلينا أن نقرأ بموضوعية أسباب حالات الطلاق التي 

تتزايد سنويًا، وما ينتج عنها من آثار، ونتتبع حالات الانحراف 

والاعتداءات والمخالفات الجنسية والأخلاقية والأسباب التي دفعت 

إليها.

بل ليتنا نسأل أنفسنا: لماذا يغلب على شخصياتنا التجهم والعبوس، 

وتغيب الابتسامة بين المارة في الطرقات، وممرات العمل في 

حين نتحول خارج حدود الوطن إلى كائنات أخرى أكثر اتزانًا 

وواقعية ومرحًا، وترى ابتسامة أحدنا (تشق الوجه)؟!!

فقط هي دعوة لأن نعيد قراءة الواقع الذي فرضناه قسرًا وألزمنا 

أنفسنا، ومن معنا به دون مبرر أخلاقي ولا إنساني ولا أيديولوجي 

لنعيش الحياة كما أرادها لنا الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق