الثلاثاء، 25 يناير 2011

لمَاذا نَلبس الشّماغ، وهو يُنافي كُلّ السّياقات الثَّقافيّة والدِّينيّة والاجتماعيّة والمهنيّة التي نَقوم بها..؟!

وإليكَ الدَّليل.. مَثلاً عِندما تَذهب إلى المَسجد، تَجد أنَّ المُصلِّين -أثناء الرّكوع والسّجود- يَنشغلون بتَرتيب الشّماغ، حيثُ يُنسّقونه مَرَّة في الجَانب الأيمن، ومَرَّة فَوق الكتف الأيسر، الكُلّ يَعمل ذَلك بلا استثنَاء..!
ولو أردنا الزّيادة لقُلنا: إنَّ الإمام يُعاني مِن الشّماغ أكثَر مِن المُصلِّين، بحُكم أنَّه لا يَرتدي عقالاً، الأمر الذي يَجعل الشّماغ يَحوم حَول الرَّأس، ويَتهدَّل مَرَّة إلى الجهة اليُمنى ومَرَّة إلى الجهة اليُسرى، فيَنشغل الإمام بتَثبيت الشّماغ، وتَكثر حَركته، وقد تعلَّمنا مِن كُتب الفقه التي تَدحدرت علينا مِن فُقهائنا، ومِن العُلماء الذين كُنَّا نَثني الرُّكَب عِندهم في الحَرَم النَّبوي، أنَّ كَثرة الحَركة تُبطل الصَّلاة..!
أمَّا في سياق العَمل، فلو ذَهبتَ إلى أي إدارة خَدميّة، عَفوًا لن أتعرَّض إلى أي إدارة حكوميّة بعينها، فهُم يَتحسَّسون مِن النَّقد، فلو تَناولناهم لغَضبوا، وإن غَضبوا فسيُطالبون بإيقافي وأنا لا أرغب بذلك، لأنَّ الكِتَابة مَصدر مِن مَصادر رِزقي، لذلك سأتّجه إلى البنوك، فلو دَخلتَ أي بَنك ستَجد أنَّ الموظّف السّعودي «مشخّص» على «سنقة عَشرة»، حيثُ استهلك مِن وَقته رُبع سَاعة في تَثبيت العقال، ومِن ثَمَّ الجلوس عَلى الكُرسي، ليَتحرَّك بخُطط «ثَابتة ومَحبوكة»، حتَّى لا يَختلّ تَوازن الشّماغ، ولا تُدركه هَزَّة بَنكيّة، أو نَكسة مِن نَكسات الأسهم الزّراعيّة، حِينها يَبدو الموظّف في حَركتهِ وكأنَّه «ضبع»، فإذا أراد الالتفات التفت بكُلِّ جَسده، وليس الرَّقبة وَحدها، حتَّى لا تفسد الشَّخصيّة..!
وفي جَانب القيادة، هُناك دراسة تَقول: إنَّ لبس الشّماغ مِن أسباب الحَوادث، وخَاصَّة بالطَّريقة التي يَلبسها به مَن نَصطلح عَلى تَسميتهم «المطاوعة»، حين يُكثِّفون النِّشاء، فيُصبح الشّماغ عندها كالوَرق المُقوَّى، يَحجب الرُّؤية مِن اليمين والشّمال، ويُصبح قَائد المَركبة وكأنَّه خيل لا يَرى إلَّا أمامه، مَع أنَّ القيادة تَتطلَّب استخدام جميع أنواع المرايا..!
وأذكر أنَّ أحد سَائقي «الخَط» الذين رَكبتُ مَعهم، أرَاد مَرَّة أن يَعطس والسيّارة تَسير بسُرعة 120 كم في السَّاعة، وعندما فَتح النَّافذة طَار الجُزء الأيمن والأيسر مِن الشّماغ، وبقيا خَارج النَّافذة، فمَا كَان مِن السَّائق إلَّا أن أغلق النَّافذة عَلى الشّماغ، فأصبح وَجهه مُغمّمًا، وكِدنَا أن نَذهب في «خرخر»، أو «داهية»، كَما يَقولون، لَولا لُطف الله اللطيف الخَبير..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّني سَألتُ أحد الأعراب: لماذا تَلبس الشّماغ..؟! فقال: لأتّقي به الحَرّ والبَرد والغُبار، واستخدمه مَنشفة لليدين، وأمسَح بهِ أنفي..!
يا قوم: هذا هو الشّماغ، وهذه بَعض مُعوّقاته وفَوائده، فاختاروا مَا أنتم فيهِ رَاغبون..!.

http://www.al-madina.com/node/285246
التساؤلات المحيرة والعجيبة كثيرة حول أصرارنا للبس الأشمغة .. ؟!!!!!!!!!
والآن ندخل على مجلس الشورى وحكاياته الهزلية :

ثوب الوحدة الوطنية وفانيلة التضامن ..!


(1)
قبل يومين نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً عن هواية عجيبة لأحد المواطنين وهي (جمع علب الكبريت) ويحاول من خلال هذه الهواية دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية وذلك بعد جمعه لـ 300 ألف علبة كبريت. وهذا المواطن حر في هواياته، حتى لو أراد أن (يجمّع قواطي!) هذه حرية شخصية علينا أن نحترمها.. الذي أزعج الناس – عند قراءة الخبر الغريب – وأصابهم بالامتعاض أن هذا المواطن عضو مجلس شورى سابق، وكانوا يتمنون أن تكون هوايته جمع مشاكلهم والبحث عن حلول لها، ومطاردة الفساد وكشفه ومحاربته، ولكنه بدلاً من (إشعال) المجلس بالقضايا اكتشفوا أنه يقوم بحفظ (أعواد الكبريت)!

(2)
هذا الخبر ذكرني بخبر – تم نشره قبل فترة – وهو: اجتماع السادة أعضاء مجلس الشورى وتشكيل لجنة لمناقشة قضية مهمة ومُلحة وخطيرة، ولا تحتمل التأجيل، ألا وهي (الزي الوطني الموحد)!!
وكم تمنيت لو أنني عضواً في هذه اللجنة العظيمة.. لأقترح عليهم التالي:
- تغيير مسمى (سروال السنة) ليشمل بقية المذاهب، وابتكار سروال جديد، وأقترح أن تتم تسميته بـ (سروال الآخر)!
- تشكيل لجنة شرعية بالاتفاق مع مختصين لقياس طول الثوب.. وتعميم القياس على الشعب!
- منع بث بعض الأغاني التي تهدد وحدة الزي الوطني مثل (ميّل عقاله ولد شمّر).. وتشكيل لجنة من هيئة المواصفات والمقاييس لقياس (الميلة) الموحدة لــ العقال الوطني.
- الاتفاق مع خبير شمالي – ويُفضّل أن يكون من طريف أو القريّات – لتحديد (فروه) وطنية موحدة.. ويشترط أن تبدأ التجربة مع أعضاء اللجنة في المجلس (في حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية) على أن تكون (الفروه) الوطنية من نوع (الطفال).. لعلها تكون كفيلة بتخليصنا من بعض أعضاء اللجنة!!
- مناقشة الانقسام الحاد في توجهات وأزياء الناس، بين فئة من الشعب تلبس (العقال) وفئة أخرى لا تلبسه، وكيف أن بعضاً من المناصب والوظائف في البلد يتم تقسيمها حسب وجود (العقال) أو غيابه.. فمثلاً: من سابع المستحيلات أن تجد (مديراً بعقال) يجلس على كرسي (إدارة بدون عقال).
- إصدار قرار بمنع ارتداء الفانيلة (العلاقي) وذلك مراعاة لنفسيات إخواننا العاطلين.. لأنها تذكرهم بالملف (العلاقي) سيئ الذكر ولحظاته المأسوية في حياتهم!

* ملاحظة مهمة:
كل ما سبق ذكره من نقاط واقتراحات هي تتحدث عن الأزياء الذكورية فقط.. أما الأزياء النسائية فسيهاجر أغلب سكان الأرض للمريخ ونحن لم ننته بعد من مناقشة العباية المخصرة، والعباية على الكتف، والعباية الفرنسية... لذا أقترح أن نكتفي بمناقشة الأزياء الذكورية وتأجيل النسائية للألفية الرابعة.. والله ولي التوفيق.

(3)
«نفسي.. ومنى عيني» لو كنت أعرف أسماء أعضاء الشورى الذين ناقشوا هذا القانون..
أولاً: لكي أتقدم بالشكر لهم نيابة عن الشعب السعودي.. فقد تبيّن لنا أهمية مثل هذا القانون العظيم!!
ثانياً: لكي أسألهم.. ألا ترون أن أزياءنا موحدة «خلقة»؟؟..
كل شوارع الدنيا – يا سادة – ملونة ومبهجة ومرحة، وشارعنا: رجال بثياب بيضاء ونساء تلفعن بالسواد.. هل كنتم ستقترحون أن نلبس جميعنا اللون الأسود – مثلاً؟!
ثالثاً: خلصت القضايا بالبلد؟!!

(4)
هنالك من يمر عليه العام – هو وأولاده – بنفس الثوب.
وهنالك من يأتيه العيد وليس بمقدوره شراء فستان جديد لطفلته الصغيرة.
وهنالك من قتلته البطالة، وهنالك من يحاصره الجوع، وهنالك من لم يجد سريرا في مستشفى لوالدته.
هؤلاء – يا سادة يا كرام – هم الذين يستحقون أن تناقشوا أوضاعهم.. وإن لم تفعلوا فالتاريخ سيجهز المكان اللائق لكم!!

http://www.al-madina.com/node/285334




هناك تعليق واحد:

  1. العقل نعمة أمرنا الله تعالى ان نحركه في الأستنتاج والتقويم والتطبيق ...

    ردحذف