الاثنين، 14 فبراير 2011

الذي يتابع إعلامنا الرسمي - وهم والحمد لله قلة في هذا العالم

إعلام «عم بنفعها» !

الذي يتابع إعلامنا الرسمي - وهم والحمد لله قلة في هذا العالم - سيشاهد نوعاً نادراً من الكوميديا السوداء تصنعه بعض الأخبار والتغطيات المضحكة/ المبكية لما يحدث.. فمثلاً في جمعة الغضب في القاهرة والتي سمع دويها وضجيجها الرائع حتى من به صمم.. أتت نشرة الأخبار لتقول: (وعاد الهدوء إلى شوارع القاهرة)!.. وتلعثم المذيع - المغلوب على أمره - لأنه قبل قليل كان يشاهد «الجزيرة» ويرى الهدوء بأم عينه!!
وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق لوكالة أنبائنا المحترمة أن قالت في كارثة جدة (الأولى) وعبر خبر بثته عبر موقعها الرسمي: (هطلت أمطار غزيرة على جدة.. وخرج الأهالي للشوارع للاستمتاع بمنظر المطر والطقس الجميل... وعم بـ»نفعها» البلاد والعباد)!!
يا إلهي!.. في أي زمن يعيش هذا الإعلام؟!
وبأي شكلٍ يُدار؟!
هل يظن أننا نصدقه؟!.. هل يحلم أننا ما نزال نتابعه؟!
في المثالين السابقين انزعج الوزير الشاعر مما حدث وخرج للرأي العام ليعتذر عن هذا الأداء الذي لم يُرضه. ومعه الحق في هذا، فإعلامنا وبصريح العبارة، يعيش في زمن آخر، ويظن أن متابعيه لا يجدون من المصادر سواه.. أداء مرتبك.. وحذر إلى درجة الخوف.. يقع حادث في مكان ما.. فينتظر 24 ساعة أو تزيد لكي يعد الصياغة المناسبة لنشر هذا الخبر!
إعلام بلا مستقبل لمن يعمل فيه..
وعندما يأتي هذا الإعلام الرسمي بهذا الشكل فهو يثبت لك كيف يكون التعامل مع المتلقي/ المواطن، وما قيمة ردود فعل هذا المواطن لديه.. وهو يعترف كمؤسسة رسمية -دون أن يعترف- بأنه لا يحترمه، ولا يهتم لرأيه!
وأن المواطن ليس سوى طفل صغير يصدق حكايات الجدات الخرافية مثلما يصدق نشرة الأخبار في القناة الأولى!
عليك أن تسأل نفسك لحظتها: هو إعلام من؟.. ولمن؟!
قال إيش؟.. قال (عم بنفعها البلاد)؟!
احنا ناقصين غرق يا عم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق