الجمعة، 6 مايو 2011

90% من مشاكلنا نحن نصنعها :


خطة تسعين على عشرة، غير حياتك
 لقد توصل الباحث ستيفن كوفي الى معادلة غاية في الاهمية فادها ان 10% فقط مما يحدث لنا خارج عن نطاقنا او اردتنا. اي اننا نقبله كأمر محتوم لا بد منه، اما 90% الباقية فهي من صنع ايدينا. وتعتمد 100% على الطريقة التي يعالج بها الوضع او الموقف الذي يواجهه.
وكي لا تظنوا ان العملية صعبة وتحتاج الى تفكير كبير فهي بالعكس غاية في البساطة اذا تحكمنا في اعصابنا وعالجنا الامور بشيء من الروية، ويعتقد الباحث كوفي بان نظريته البسيطة قادرة على تغيير حياة كل من يعمل بها الى 180 درجة.
لنبدأ بتفاصيل الخطة : ليس بامكاننا مثلا ان نمنع السيارة من ان تتعطل في منتصف الطريق، مما قصد يسبب في ارباك مشوارنا ومواعيدنا و خطة سيرنا. كام لا نستطيع التحكم بتاخر اقلاع الطائرة، مما قد يربك بدوره مواعدينا وسفرنا واعمالنا. وربما وجهت يوما سائقا طائشا اندفع بسرعة امام سيارتنا،فاعاق تقدمنا، وربما تسبب لنا بازعاج شديد. بالطبع لا حول لنا ولا قوة  على الامثلة السابقة، فنحن مغلوب على امرنا بشأنها. لكن تلك الامثلة لا تشكل سوى عشرة في المئة من المشكلة فقط، لكن التسعون في المئة المتبقية فهي تحت تصرفنا.
صحيح انه ليس باستطتاعك التحكم بالضوء الاحمر في اشارات المرور، لكن باستطاعتك التحكم في رد فعلك، لا تدع الاخرين يخدعوك، فبامكانك التحكم في الطريقة التي ترد بها على تصرفات الناس، لنأخذ المثال التالي:
ذات صباح وانت تتناول الفطور مع عائلتك تقوم ابنتك دون قصد بسكب فنجان القهوة فوق قميصك الذي ترتديه الى العمل، وبالطبع ان ماحدث ليس لك طاقة عليه، فقد حدث رغما عنك لكن ما سيتبع يمكن ان توجهه بالاتجاه الذي تريد.بعبارة اخرى فان رد فعلك على انسكاب القهوة على القميص لا يفرضه عليك احد. اذا لم ترد بالطريقة المثلى  على حادث اسكاب القهوة سوف تبدأ بالسب والشتم ومن ثم ستوبخ ابنتك شر توبيخ  على تلويث قميصك بالقهوة . وهي بدروها  ستنفجر بالبكاء. وبعد الانتهاء من توبيخ الابنة سوف تتجه الى زوجتك لانتقادها  لانها وضعت الكأس على حافة الطاولة بالقرب من القميص. فيتطور الامر الى مشدات كلامية بينك وبين الزوجة فتندفع مسرعا نحو الطابق الاعلى من المنزل لتغيير القميص ، فيما تواصل ابنتك البكاء في الطابق الارضي، فتنشغل بالبكاء عن تناول فطورها والتحضير للذهاب للمدرسة، فيصل باص المدرسة الى باب المنزل، لكنه يفوتها لانها غير جاهزة بسبب ماحدث. اما الزوجة فتكون بدروها قد تاخرت عن العمل، فتخرج انت مسرعا الى السيارة لتوصيل ابنتك الى المدرسة. وبما انك تاخرت تقود سيارتك بسرعة فائقة على طريق معين تتجاوز ما يامر به القانون على تلك الطريق، وبعد ان تأخرت لربع ساعة يقوم شرطي المرور في هذه الاثناء بتغريمك على مخالفة السرعة الزائدة، فتدخل ابنتك الصف دون ان تقول لك وداعا، اما انت فتصل الى مكتبك متاخرا بعشرين دقيقة لتجد انك نسيت حقيبتك في المنزل.
اختصار فان يومك بدا بداية تعسية، وكلما تقدم الوقت وجدت ان الامور تزداد سوء في ذلك اليوم المشؤوم فتنتظر على احر من الجمر لتعود الى المنزل، وعندما تصل تجد زوجتك مكشرة وابتنك ايضا. من المسؤول عن ما حدث هل  كوب القهوة ام ابنتك ام زوجتك ام الشرطي ام تصرفك الطائش؟ طبعا الجواب الاخير هو الصحيح.
لو تصرفت بطريقة اخرى لكانت النتيجة محتلفة تماما.كان بامكانك مثلا، عندما شاهدت ابنتك على وشك البكاء بسبب سكب القهوة على قميصك ان تقول لها بلطف:"لا بأس يا حبيبتي عليك ان تكوني اكثر حذرا مرة اخرى". وفي هذه الاثناء تتناول منشفة صغيرة وتصعد الى الطابق العلوي لجلب قميص اخر ومعه حقيبتك ، ثم  تنزل  الى الطابق الارضي لترى ابنتك من النافذة وهي تصعد الباص، فتلوح لك بيدها قائلة:" نلقتي بعد الظهيرة يا والدي"  ، اما انت فتصل الى مكتبك قبل 5 دقائق من الموعد الرسمي  لتسلم على على زملائك ، فيعلق مديرك قائلا" لا بد ان يومك طيب للغاية " فترد بابتسامة.
لقد كان امامك سيناروهان، وكلاهما بدأ نفس البداية ، لكن نهاية كل احدهما كان مختلفة تماما عن نهاية الاخر. ذلك مرده الى الطريقة التي تصرفت بها، اي  لم يكن لك طاقة على العشرة في المئة التي حدثت وهي انسكاب القهوة على قميصك، النسبة الباقية انت المتسبب فيها كليا.
امثلة اخرى
اليك امثلة اخرى لخطة عشرة على تسعين. فاذا قال لك مثلا شخص شيئا سلبيا. لا تكن كالاسفنج . دع الهجوم عليك ينزلق  كما ينزلق  الماء على الزجاج. لا تدع الانتقاد يؤثر عليك. ليكن رد فعلك معقولا. فلا يفسد يومك ، ان رد فعل خاطئ قد يفقد صديقا او عملا.
اذا قطع سائق الشارع من امام سيارتك، فلا تفقد اعصابك وتضرب المقود ولا تشتم فيرتفع ضغطك بشكل خطير ما المشكلة اذا تأخرت عن عملك عشر ثوان، لا تجعل السائق الارعن يفسد يومك السعيد.
واذا قيل لك انك فقدت وظيفتك فلا تتاخر عن النوم ولا تقلق ولا تصبح نزقا، فبدلا من استخدام طاقتك في القلق استخدمها في البحث  عن وظيفة جديدة.
واذا تاخر موعد اقلاع الطائرة وارتبكت مواعيدك، فلا تغضب على المضيفات فليس لهن طاقة على ماحدث،بل استغل وقتك في القراءة او التعرف على المسافرين الاخرين ..
ان لم تقتنع .. فأعد القراءة .. تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق