الأحد، 11 ديسمبر 2011

تقرير عن التعليم لدينا وتخلفه ..

تخلف التعليم والتربية والأثر الملموس على واقعنا : 

استوقفتني أنا وزملائي قبل عدة شهور سيدة ونحن نغادر ملتقى بحثي نظمته جامعة سالفورد بمانشستر في بريطانيا. سألتنا عن رأينا في الملتقى، إذا أمكن. أجبنا عن سؤالها على عجل، وغادرتنا بعد أن شكرتنا على وقتنا وتجاوبنا مع سؤالها. كان لقاء عابرا لا يستحق الإشارة. فما المثير في الموضوع؟ مُشاركة في الملتقى تسأل الطلاب عن رأيهم في لقاء كلف آلاف الجنيهات الإسترلينية والجهد والوقت. كانت المفاجأة أن السيدة لم تكن مجرد مُشاركة عادية، اتضح لي لاحقا أنها مديرة الجامعة. شاهدت صورتها بالصدفة في التقرير السنوي للجامعة وبجانبها لقبها الوظيفي.
فور أن اكتشفت أنها هي مديرة جامعتنا استعدت مشهدها، وهي تسألنا بتردد عن رأينا في الملتقى. تذكرت كيف أنها كانت من دون مرافقين وهي تنتقل من طالب إلى آخر. 
لم يكن بجوارها مدير مكتب يحمل حقيبتها أو قهوجي يحمل (دلة) بخرطوم طويل. تسافر من طاولة لأخرى دون ضجيج، دون أن يلحقها طالب أو محاضر في يده (معروض). 
أكاد أجزم أنها تمر يوميا بين عشرات الطلاب دون أن يعرفها أحد. إنه النظام، الذي لا يفرق بين اثنين، ولا يمنح صاحب المنصب امتيازات خاصة. فهو موظف له حقوق وعليه واجبات. لديه صلاحيات محددة واضحة لا يستطيع أن يتجاوزها أو يقفز عليها. إنه النظام، الذي لا يحول المؤسسة إلى إقطاعية أو ممتلكات خاصة.
في مجتمعاتنا العربية، المدير بدلا من أن يصبح موظفا يخدم المؤسسة، تصبح المؤسسة من تخدمه. فيصبح هاجسه البقاء أطول فترة ممكنة في المنصب؛ للتمتع بالمزايا الاستثنائية التي تقدم له.
إنه النظام، الذي لا يجيز للمدير أن يتدخل في صلاحيات عميد الكلية ورئيس القسم وحتى أستاذ المادة. لا يسمح لمدير أن يقوم بالشفاعة لطالب، بل يجرمه إذا قام بذلك. 
إن مدير الجامعة في الغرب يعتبر موظفا لا يعرفه إلا النزر اليسير. عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وأعضاء مجلس الأمناء وقلة قليلة. لا تظهر صورته في نشرة الجامعة الداخلية. نشرة الجامعة لطلابها. لا تغطي أخباره الصحف. فهو موظف يقوم بواجباته. فماذا يعني العامة أن مدير جامعة ألقى كلمة في مؤتمر أو استقبل وفدا من جامعة أميركية أو كندية؟ أو عقد اجتماعا مع زملائه في الجامعة؟ إنها جزء من مهام عمله، التي يقبض عليها أجراً.
في الغرب، يتحاشى الكثير من الأستاذة والباحثين الحصول على منصب إداري؛ لأنه سيكون عبئا عليهم، وحجر عثرة أمام نموهم الأكاديمي والبحثي. في المقابل، يبذل الكثير من الشرقيين، كل ما في وسعهم؛ للحصول على منصب يمنحهم الامتيازات الخاصة والشهرة والنفوذ.
إن الكثير من مديري جامعاتنا نسوا جامعاتهم، وتفرغوا للعلاقات العامة والظهور في وسائل الإعلام. أصبحوا يتنافسون فيما بينهم من الأكثر ظهورا في الصحف بدلا من المنافسة في الأبحاث والإنجازات العلمية الحقيقية.
لا أنسى قبل سنوات عندما قامت الدنيا ولم تقعد عشية زيارة مدير جامعة سعودية لإحدى كلياته. تم طلاء الجدران والوجوه. عبأت إدارة الكلية قاعة الحفل الختامي والحناجر بزهور وعبارات اصطناعية. وصل المدير محاطا بمشالح لا تعد ولا تحصى. كل شيء كان معدا مسبقا. الصفوف الأولى لإدارة الجامعة، والخلفية لأعضاء هيئة التدريس، ومقاعد محدودة للطلاب. لا أحد يقترب من المدير. هناك طالب أو اثنان فقط من يملكون الحق في الاقتراب من معاليه، دون أن ينهرهما أحد! غادر المدير دون أن يرى كليته وطلابه، دون أن يرى الحقيقة. فمن الطبيعي أن تغط الكثير من جامعاتنا في سبات عميق. إن التاريخ لا يتذكر من يرتدي مشالح ثمينة، وإنما من يعمل من أجل أفكار ثمينة. ماذا ننتظر من مدير جامعة يتنقل في أنحاء جامعته بمشلح. وخلفه كتيبة من الموظفين، الذين يحملون الأختام والابتسامات المزيفة؟


مجلة ساينس العالمية تنشر تقريراً خطيراً عن جامعتين سعوديتين صرفتا ملايين الريالات على عقود وهمية لتحسين تصنيفهما عالمياً..!
الرياض: قضايا سعودية
فجرت مجلة ساينس العالمية الشهيرة فضيحة من العيار الثقيل عبر تقرير نشرته عن حقيقة تقدم جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز في قوائم تصنيف الجامعات على مستوى العالم خلال السنوات القليلة الماضية. حيث أكد التقرير أن الجامعتين صرفتا مبالغ مالية طائلة على عقود وهمية مع علماء من مختلف أنحاء العالم مقابل أن يضيفوا اسمي الجامعتين لبحوثهم دون وجود أي علاقة حقيقية تربطهم بالجامعتين سوى زيارات بسيطة ومرتبة لهذا الغرض.
ونشر التقرير المثير اعترافات بعض الأكاديميين المشاهير الذين حصلوا على أموال طائلة من الجامعتين أو تلقوا عروضاً منهما, حيث تبين من أقوالهم أن هناك من تقاضى مبالغ تتجاوز ربع مليون ريال في السنة عبر عقود وهمية يُذكر فيها أنه منتظم في العمل في الجامعة مع أنه لم يزر السعودية إلا لأسبوعين فقط أو لفترات قصيرة, فيما تضمنت عقود أخرى اشتراطات على بعض الأكاديميين الذين يتقاضون الأموال من الجامعتين أن ينشروا أسماء الجامعتين مع بحوثهم وأوراق العمل الخاصة بهم التي تنشرها بعض المجلات العلمية الشهيرة.
يُشار إلى أن التقرير تطرق للتقدم الخيالي وغير المعقول للجامعتين في تصنيف شنغهاي الخاص بالجامعات فيما لم يصدر حتى لحظة نشر هذا الخبر أي بيان رسمي من الجامعتين عما ورد في التقرير من اتهامات لهما.





*********************************


هل سيبقى التعليم عندنا معتمدا على (أحفظ و تذكر) .. !!!؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق