السبت، 19 أكتوبر 2013

الجاهل في مجتمعنا العربي يعيش عيشة راقية !؟









الجاهل في مجتمعنا العربي يعيش عيشة راقية وكلما ازددتَ جهلا كلما ازداد احترام 

الناس لك, وثروتك يبلغ مداها مدى ما بك من  جهل,وعلى الأقل تنام وأنت مرتااااح 

جدااااا جدا ونصائح الجهلاء أفضل من 

نصائح العقلاء,ففي الوطن العربي الجهل 


أسلوبٌ فتاك يفتك  بالعقلاء,ولو اخترت الجهل وطريقه لكنتُ الآن من المرضي


عنهم  ولكنني عاقلٌ من المغضوبِ 


عليهم .. ترنحتُ كثيرا ونزفتُ كثيرا ولم أقبل  أن أنزل عن ظهر حصاني,وكل 


الجهلاء تفوقوا عليّ في كل شيء وهزموني 


في كل المواقع التي كان من اللازم أن أنتصر فيها 



عليهم,ودخلتُ في متاهاتِ كثيرة ولم أخرج من أيٍٍ منها حتى هذا اليوم,ورأيتُ 


أحلامي الكبيرة وهي تصغر في كل يوم حتى



أصبحت  اليوم عبارة عن حلم بكسرة خبز وشربة ماءٍ صافية وحتى هذه يراه 

الجهلاء كثيرة على رجلٍ مثلي أفنى زهرة 


شبابه وهو يلون الحياة  بشتى أنواع الكتابات من الرؤيا الساخرة إلى خلق 


مؤسسات مجتمع مدنية تحكمنا ونعيش على ما 


تقضيه لنا طبيعة الواجب الذي  استلمناه منذ أن بدأنا نتحرك نحو دفع عجلة السلام 


ونشر دين المحبة والسلام في كل أرجاء 


الأرض,وأيدني العقلاء وهم قلة يعدون  على أصابع اليد وأخذتُ بنصيحتهم ورفضت 



رفضا قاطعا أن أأخذ بنصيحة الجهلاء 


الذين يعدون بالآلاف وضحكتُ عليهم ظنا مني بأن  المستقبل السعيد للعقلاء ولكن 


خاب ظني حين رأيتُ الأيام تضحكُ 


للجهلاء,فيا ليت أنني كنتُ جاهلا ويا ليت أني لم أوسم بالرجل 



المثقف والواسع الثقافة,ويا ليت أني لم أتعلم كيف يُمسك الكِتابُ وكيف يُمسكُ القلمُ 


لَكنتُ اليوم رجلا محظوظا كوني أعيش في 


مجتمعٍ يُعظمُ الجهل ويقدس علم الغيب ويعترفُ بالغيب وينكر الظاهر أمامه.

أضعتُ دربي في الطريق الذي لا أعرف إلى أين نهايته, في أغلب الأحيان كنت أقفُ 

شاخص البصر لا أتحرك من شدة دهشتي


من هذا  العالم الذي يحيط بي من كل النواحِ والاتجاهات ووقفتُ في منتصف


الشارع وأمسكتُ بأقرب عمود كهرباء وأنا 


أرتجفُ خوفا ورعبا..



وتوسعت جراحي كل يوم بمقدار كيلو متر واحد حتى أصبح جرحي بمساحة الوطن 


العربي الكبير.. تهتُ وأنا في طريقي إليكم


سلسلة المفاتيح التي أفتح فيها كوني الخاص الذي أعيش في داخل أعماقه 


ونازعتني الذكريات بين الماضي والحاضر وهذا


إيشدني لى الماضي وهذا يشدني إلى الحاضر والمستقبل يغور في عينيَ بعيدا لا 


أعرفُ له أي مدى.. أرقتني الأسئلة الكثيرة  


وقلة الأجوبة عليها ومنذُ البداية لم أستمع لنصيحة الجهلاء الذين نصحوني بترك 


الطريق الذي أمشي عليه لأتحول إلى


طريقهم .. خدعتُ نفسي  بالأمنيات وبالتأملات البعيدة المدى...أضعتُ نفسي منذ 


البداية وها أنا ذا أُرثي لحالي فمن الذي


سترثي لي شبابي ؟ سؤالُ يحفرُ في أعماقي...أضعتُ حيويتي وشبابي وأنا أركض 


بين الكُتبِ وبين المكتبات...نزعتُ عن


نفسي بريق الشباب وحرمتُ نفسي من طيبات الحياة ولم أزل أعاني من آلام الحياة 


ومن آلام الدرب الطويل الذي وضعتُ عليه


أقدامي منذ أن وعيتُ على هذه الحياة وكل شيءٍ قد ضاع مني.

صارعت الرياح وموج البحر مثل رواية (الشيخ والبحر), وصارعتُ غبار الصحراء 

الذي ملأ لي صدري وشعر 


رأسي, وأطلقت يداي للريح  وكشفتُ صدري للرياح وعرّضتُ وجهي لأشعة الشمس 


ولو استمعتُ منذ البداية لنصيحة


الجهلاء  ما كان هذا الحال حالي ولَما كانت 



أوضاعي مثل هذه الأوضاع وتوهمتُ على نفسي كثيرا وأصبتُ بالغرور وتخيلتُ 


نفسي ماردا وكنت أتوقع نهايات سيئة جدا 


للجهلاء غير  أن نهاية الجهلاء كانت وما زالت أفضلُ من نهايتي وحياتهم أفضل 


من حياتي وملابسهم أنظف بكثيرٍ من 


ملابسي وأهم شيء أنهم مرتاحون من عناء التفكير.



...لبستُ كثيرا من الثياب العتيقة والتي لا يلبسها إلا المتشردون ولبس الجهلاء 


ثيابا جديدة باهظة الثمن التي بان جمالها


على  أجسادهم واتخذتُ من ألوان قوس قزحٍ مسربا للحزن وللفرح..شارفت عدة 


مراتٍ على الموت ورأيتُ الموت أمامي


عدة  مراتٍ ,ضحكتُ كثيرا وبكيتُ كثيرا ودائما أبكي في الوقت الذي من اللازم به


أن أضحك وأن أفرح...غنيت على نفسي


وصعدت إلى قمة الجبل ومن  هناك رميت بجسدي والتطمتُ بالأرض بسرعة 


جنونية ولم أرَ إنسانا مثلي غامر بحياته وأضاع


زهرة شبابه وهو يبحث عن المعرفة والحقيقة ويا ليت أنني عرفتُ الحقيقة بالكامل 


حتى الجزئيات البسيطة من الحقيقة أوجعت


لي رأسي فكيف بي إن اكتشفتُ الحقيقة برمتها !!؟..



ولم أجد رجلا مثلي عاف الدنيا وجراحها والدنيا لم تشبع بعد من مص دمائه ومص 


زهرة شبابه.
والجنون مرحلة إلزامية في حياتي ودائما ما يكون جنوني سببا لسعادتي وكنتُ 

أعتقد بأن عقلي سيطعمني العسل والخبز 


والماء ولكن  عقلي أطعمني للغربان الجائعة وأطعمني للجهلاء الذين لم أسمع 


نصائحهم,لقد قالوا لي : مالك وللمتنبي ؟


ومالك للمعري؟ ومالك لسقراط .. وللأساطير القديمة ؟ ومالك وللفكر العربي ! يا 


رجل عش يومك وحياتك ولا تلتفت للفلسفة


ولسوف يعطيك ربك فترضى...



آهٍ لو أنني استمعتُ لنصيحة الجهلاء الذين يُعدون الآن أسيادا كبارا من أسياد البلد 


... أمضيتُ كثيرا من الوقت وأنا أنضم 


بالكلام الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر شيئا, تعلمتُ من الأصم ومن الأبكم ومن 


الثرثار وها أنا أندمُ كثيرا على نصيحة الجهلاء 


التي لم أأخذ بها بتاتا في الوقت الذي لم يتعلم فيه الأبكمُ مني شيئا لا هو ولا 


الأصم,حتى الجاهل سخر مني ومن ثقافتي وها 


هم كل الجهلاء في ساعات الذروة وفي أوقات الفراغ يتسلون بالحديث عني 


ويؤلفون عني كثيرا من النُكات والطرائف 


الجميلة ... الدنيا غريبة ومخيفة ومفجعة وفي بعض الأحيان مفزعة جدا ورهيبة 


جدا..

والليل أطول مما كنتُ أتوقعه والطريق طويلة جدا ورحلة العذاب تمتد في كل يوم

ولا أعرف نهايتها أو كيف أهرب منها 


وأتحول منها إلى طريقٍ آخر...والسماء مزروعة بالنجوم والأرض تملأها الجثث 


وقصة الأمس لم يزل كاتبها يبحث لها عن 


نهايةٍ سعيدةٍ  لتكتمل رواية ألفُ ليلةٍ وليلة.


http://www.ahewar.org/debat/print.art.asp?t=0&aid=351397&ac=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق