الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

علم ابنك الفساد !! يجلس في صدر المجلس.

إذا عثرت ياولدي على القاضي الفاسد فلقد وجدت كنزاً لايقدر

 بثمن ، فأغدق عليه لأنه عملة نادرة ، ولن يسأله أحد عن 

الثراء المفاجئ . !!?
_____________________________

دخل على والده الفاسد وهو في سرير المرض ، فقال علمني يا أبت في الفساد علماً لا 

أسأل بعده أحداً ، فقال الأب :

ياولدي للفساد قواعد وأصول لابد أن تتعلمها وتراعيها ، والسياسيون يعرفون ذلك 

جيداً ، ألم تستمع إلى خطاب الرئيس هولاند عندما خاطب الفرنسيين بعد فوزه في 

ساحة الباستيل قائلا : ( أعدكم بأن أبتعد عن قواعد الفساد ).
( ١+١=٩٩٩٩ ) ياولدي للفساد حسابات غير تلك التي تعلمتها في المدرسة ، فهذه 

المعادلة قد تكون صحيحة في رياضيات الفساد .
لا تكن وحدك ياولدي ، فالفساد عمل جماعي يتطلب منك مشاركة الفاسدين وتوثيق 

صلاتك بهم ، وابحث عن الرجال الذين يقول الناس عنهم انهم «فوق القانون» 

واشتر شراكتهم بغالي الأثمان ، فهؤلاء يعلمونك مهارات لايملكها غيرهم 

ويختصرون عليك الزمن في صعود سلم الفساد .

لا تكن وحدك ياولدي ، فالفساد عمل جماعي يتطلب منك مشاركة الفاسدين وتوثيق صلاتك بهم ، وابحث عن الرجال الذين يقول الناس عنهم إنهم «فوق القانون» واشتر شراكتهم بغالي الأثمان ، فهؤلاء يعلمونك مهارات لايملكها غيرهم ويختصرون عليك الزمن في صعود سلم الفساد .سترتكب خطأ جسيماً ياولدي إذا كانت قطعتك من 

كيكة الفساد أكبر من قطعة من هو أعلى منك ، 

فكعكعة الفاسدين لا تقطع بالتساوي . كن كريماً 

ياولدي واجعل شعارك ( رب ارزقني وارزق مني ) 

، ففتات الفساد الذي توزعه على الفاسدين الصغار 

سيشجعهم لاحضار مزيد من الكيك الفاسد . الفاسد 

المحترف ياولدي لابد أن يكون قانونياً ، 

فالمختلسون البدائيون يذهبون للسجن والفاسدون 

المحترفون يصفق لهم الناس ويكرمون أمام 

عدسات المصورين . اقرأ يا ولدي سيرة الرئيس 

الإيطالي برلسكوني ، ففي كل مرة يدخل المحكمة 

بتهم الفساد نجده يخرج من الباب الآخر لمقعد الرئاسة من جديد . تعلم يا ولدي كيف 

تخفي أدلة فسادك وتغرقها في أقرب مجرى للسيول ، فإغراق الأدلة أسهل من دفنها .
لا تخف ولا تخجل يا ولدي من الفساد فنحن أكبر امبراطورية في العالم 

، وموجودون في كل حكومة وشركة وحارة ، ولنا دعاة في قلب كل إنسان . أقم 

الحفلات الصاخبة بين القطاعين الخاص والحكومي ، فكلما زاد السهر بينهما زاد 

الفساد ، وتذكر يا ولدي أن كبار التجار أقدر الناس على إفساد كبار المسؤولين . 

الفاسد يا ولدي يكره اسم الرشوة ويحب أن تنعتها بالعمولة ، والحديث الذي يحبه 

الفاسدون ( تهادوا تحابوا ) . لا تنكر الفساد ياولدي ، بل تحدث على أنه كبير لحد لا 

يمكننا إزالته وعلينا التعايش معه . تحدث عن النزاهة ولا تخجل من سب الفساد  . 

قدم خدمات جليلة لمطاردي الفساد ، وخذ معهم الصور التذكارية وأنت مبتسم فقد 

يغضون طرفهم إذا عثروا عليك متلبساً ، سيبحثون ياولدي عن أحجار الفساد ودورك 

أن تدلهم على الحجر الصغير الذي سقط أسفل الوادي ، ثق بأنهم سينشغلون به 

ويتركون الجبل الكبير خلف ظهورهم .

لا تقلق ياولدي من كثرة المؤسسات التي تكافح الفساد بشرط أن تنجح في 

ازدواجيتها وعدم تكاملها . ابحث عن ذراع إعلامي يساعدك ، فالانتهازيون من 

الإعلاميين ياولدي سيختصرون عليك خطوات كثيرة . لا تقلق ياولدي فالفساد مرض 

معدٍ ، وصاحب الدخل المحدود الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما 

مادامت الرقابة ضعيفة . البيروقراطية يا ولدي بيئة رائعة للفساد ، فعن طريق النظام 

اعطل مصالح النزيه ، وبثغرات النظام اخدم مصالح الفاسد . اكثر ياولدي من 

الأنظمة المتراكمة بعضها فوق بعض ، فبينها ينمو الفساد بأمان ، وانشر ثقافة أن 

صاحب الحق لا يصل لمستحقه حتى تمطر سحائبه على من بيدهم الأختام . ابتسم 

ياولدي عندما تشاهد عامل القهوة يأخذ أكياس الشاي لمنزله ، وعندما يضع الموظف 

البسيط الأقلام في جيبه ، فبيئة الفساد تحول الأنقياء مع الزمن . ادرس عميلك 

ياولدي جيداً وتأكد أن مفاتيح المال والمنصب والشهرة تفتح أصعب الأقفال . اقنع 

الشيخ ياولدي أن الحديث عن فساد المرأة أهم أنواع الفساد .

ولا تكترث كثيراً بالمثقفين ياولدي ، فهم قبائل أيديولوجية يتطاحنون بينهم بعيداً عنك 

. وإذا عثرت ياولدي على القاضي الفاسد فلقد وجدت كنزاً لايقدر بثمن ، فأغدق عليه 

لأنه عملة نادرة ، ولن يسأله أحد عن الثراء المفاجئ . احذر ياولدي من «الشفافية» 

فهي بداية النهاية ، ومن يدعون لها يجب محاربتهم والتضييق عليهم . عدوك الأول 

ياولدي هو «الضمير» ، وسيكسب المعركة إن أفاق من غيبوبته .


**************************************

السيّد « فساد » يتألق !


فضة الكلام

محمد الرطيان
الإثنين 13/01/2014

السيّد « فساد » يتألق !
(١)
تراه في أغلب الشوارع العربية يمشي بكامل أناقته ووقاحته، يجر خطواته القذرة ولا تعنيه نظرات المارة المشمئزة منه. أشباهه في أماكن أخرى يعيشون في الزوايا المظلمة.. يتوارون عن الأنظار خوفاً من القانون والنظام والمؤسسات التي تطاردهم في كل زاوية... في الشوارع العربية - ما شاء الله تبارك الله - يمشي مرفوع الرأس، ويضع عينه بعينك، ويقول: هاه.. وش عندك.. ماذا تريد؟.. نعم أنا السيّد « فساد »!
تقول له: يا عمي مو هيك / مو كذا / مش كده / مو چذي.. احترمنا، وتوارى قليلاً عن الأنظار!
يقول لك: سأفعلها أمامك.. وأعلى ما بـ خيلك اركبه!
ولأنه لا يوجد لديك أسطبل ولا خيل تركبها، تكتفي بالجلوس عند زاويتك الصحفية.. وتصرخ!
(٢)
يُدعى إلى كل المناسبات المهمة في المدينة.
يجلس في صدر المجلس.
يصافحه الجميع باحترام وتقدير.. رغم أنهم قبل قليل كانوا يتهامسون عنه بلغة مختلفة.
الغالبية - إلا من رحم ربي - تحاول أن تتقرب منه.
لا تستغرب إذا تم اختياره من جمعية أو مؤسسة : شخصية العام!
لا تستغرب إذا قرأت في اليوم التالي ثلاثة مقالات لثلاثة كتاب تُشيد بحكمة هذا الاختيار.
لا تستغرب إذا شاهدت في أحد شوارع المدينة لوحة إعلانية ضخمة تدعوك لحضور محاضرة مهمة بعنوان " الأمانة " يُلقيها السيّد « فساد » !
له حضور عجيب ومدهش ويدخل في كل تفاصيل الحياة..
في وجوده يتحول المشهد بأكمله إلى لوحة فاسدة..
رائحته تملأ الفضاء: حتى المُصاب بالجيوب الأنفية لديه القدرة على شم الفساد المنبعث من جيوبه المنتفخة.

(٣)
يأتيك أحياناً على هيئة أموال عامة: لا تدري كيف أتت .. لا تعلم إلى أين ذهبت؟
يأتيك أحياناً على هيئة «ولد» ينتمي لعائلة مهمة قرّر، في ليلة غاب فيها القمر والنزاهة والذوق، أن يصبح شاعراً.. فيتم شراء الكلمات والموسيقى وصوت المغني لتحقيق هذا الغرض.. وتصديره لنا كنجم مزيّف.
يأتيك أحياناً على هيئة شخص لا أحد يعرفه، وبعد فترة يقرأ الجميع اسمه ضمن قائمة الأثرياء العرب.
يأتيك أحياناً على شكل «شركة» يتم إنشاؤها خلال ليلة لتحصل في الصباح على المشروع الذي تم تفصيله خصيصاً لها.. قبل ولادتها.
يأتيك على شكل «فزعة» وواسطة تأخذ حق أحدهم لتمنحه لك.
يدخل في الطابور فـ «يلخبطه» وينظمه بفوضاه، يدخل في الذائقة فيفسدها ويفسد الفن قبلها، يدخل في الموروث والعادات فيربك العلاقات الاجتماعية والوعي، يدخل في الجمعية الخيرية فيصيبه شئ من الثراء المفاجئ، يدخل في كرة القدم فتحصل على ركلة جزاء مشبوهة!
يأتيك وقد أطلق لحيته.. فتظنه ورع وتقي.
يأتيك وقد قام بحلقها وحلق شواربه.. فتظنه عصري متحضر.
يلبس القبعة.. يلبس العمامة.. يأتي عاري الرأس: في كل الأحوال هو السيد « فساد » مهما اختلفت ملابسه وملامحه. كل أطباء وجراحي التجميل وخبراء المكياج في العالم لا يمكنهم تجميل وجهه البشع.
يأتيك بألف صورة وصورة.. يتحوّل إلى ثقافة شعبية:
« لك ؟ ولاّ للذئب؟ » .. طبعاً لك، يخسا الذئب!
« إذا سرقت .. اسرق جمل » .. ولا تكن من اللصوص الصغار الذين يكتفون بسرقة الدجاج فقط!

(٤)
الحكمة الفاسدة تقول لكم : فسد فـ سَاد! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق